السياسيةعاجل

ما خطورة الحديث عن تشكيل حكومتين في الخرطوم وبورتسودان على وحدة البلاد ؟

سبوتنيك – تشهد الساحة السودانية تطورات في المشهد السياسي والعسكري على الأرض، بعد أن دخلت الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شهرها السادس دون بوادر تفوق عسكري لأحد الطرفين يعطي انطباعا بأن الحسم العسكري قد اقترب.

ودار الحديث مؤخرا، من قبل قائد قوات الدعم السريع حول تشكيل حكومة في الخرطوم إذا ما أقدم البرهان على تشكيل حكومة في الشرق، الأمر الذي طرح الكثير من علامات الاستفهام حول إمكانية حدوث ذلك ومصير السودان وكيف سيتعامل مع العالم… فهل يقدم الطرفان على تشكيل حكومتين، ما قد يمزق البلاد إلى دويلات صغيرة؟
بداية يقول وليد علي، المحلل السياسي السوداني، إن تشكيل حكومة من قبل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في الشرق لن يكون له جدوى في الوقت الراهن وسوف يعقد المشهد أكثر.

مسرح عمليات
وأضاف، في حديثه لـ”سبوتنيك”، حاليا هناك حكومة مكلفة من وكلاء وزارات تم تعيينهم من رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، الذي كان يحظى بشرعية معترف بها، لذلك الأنسب استمرارهم لحين الوصول لحل يوقف الحرب.
وتابع علي: “ليس من المفيد تعيين حكومة في ظل الاستقطاب السياسي الحاد حاليا، لأن ذلك سوف يضعف فرص التوافق بين القوى السياسية، ولن تكون الحكومة قادرة على أداء مهامها في ظل الحرب الدائرة، كما أن تغيير الحكومة الحالية لن يحقق تقدما في عمل الجهاز التنفيذي بسبب فقدان السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد”.

وأشار المحلل السياسي السوداني إلى أن الدعم السريع لا يستطيع تكوين حكومة في الخرطوم ولا دارفور، حيث أن المنطقتين تعتبران مسرح عمليات عسكرية، و تهديد قائد الدعم بتكوين حكومة لا يعدو كونه ممارسة للضغط السياسي حتى يستجيب الجيش للتفاوض، ولا يفكر في تشكيل حكومة تمارس عملها خارج العاصمة، لأنها سوف تكون سابقة خطيرة قد تقود لفصل محتمل لجزء من السودان.

حرب تطهير
وأكد وليد علي أن الوسطاء سوف يضغطون لعرقلة تكوين حكومة، رغم اختلاف رؤيتهم حول الحرب، لأن ذلك مرفوض لديهم جميعا، كما أن الاتجاه نحو الانفصال سوف يحارب من سكان دارفور أنفسهم، لأنهم سوف ينزلقون لحرب تطهير عرقي قد تؤدي لفناء القبائل غير العربية داخل دارفور، لذا فهم أحرص الناس على البقاء داخل دولة موحدة مع السودان.

تداعيات خطيرة
في المقابل، يقول يعقوب البشير، المحلل السياسي السوداني: “أعتقد أن تداعيات الحديث عن تشكيل حكومتين في شرق البلاد بواسطة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وفي العاصمة الخرطوم، بواسطة الدعم السريع خطيرة جدا على وحدة السودان”.

وتابع، في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن تصريحات القائد العام لقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) جاءت ردا على حديث البرهان حول تشكيل حكومة في الشرق، مضيفا: “لكن قائد الدعم السريع في خطابه الأخير تحدث أكثر من مرة عن وقف الحرب أولا، وأنه حريص على وحدة البلاد أرضا وشعبا، ولذا لا أعتقد أن حميدتي سوف يقوم بتشكيل حكومة من طرف واحد، ما لم يقم الطرف الآخر بتلك الخطوة أولا”.
وأوضح البشير أن الحديث عن تشكيل حكومتين هو أمر مرفوض من جانب كل القوى السياسية السودانية ما عدا حزب المؤتمر الوطني “المنحل” أو النظام البائد.

منبر جدة
وحول أهداف زيارات البرهان لعدد من الدول في الأيام الأخيرة، يقول المحلل السياسي السوداني إن الزيارات التي قام بها البرهان كان يتم استقباله خلالها بصفته قائد الجيش السوداني، فيما عدا تركيا التي قابلته بصفته رئيس مجلس السيادة السوداني، وأعتقد أن الجميع دفعه باتجاه وقف الحرب والعودة إلى منبر التفاوض في جدة، الذي يعد المنبر الوحيد للتفاوض، وأن يتم مناقشة كل المبادرات المطروحة للحل.
ولفت يعقوب البشير إلى أن استقالة المبعوث الأممي، فولكر بيرتيس، من اللجنة الأممية الخاصة في السودان، إن لم يتم تداركه، فقد يجعل السودان يتحرك نحو الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعطي الحق للمنظمة في التعامل عسكريا مع الوضع الراهن.
وحذر قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا بـ”حميدتي”، مساء الخميس الماضي، من احتمال تقسيم السودان، ملمحا إلى إمكانية تشكيل حكومة جديدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

جاء حديث حميدتي في تسجيل صوتي نشره على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، وقال إنه يوجهه إلى الشعب السوداني والمجتمع الإقليمي والدولي، وحذر فيه من السماح بقيام حكومة حرب في بورتسودان، فهذا يعني الاتجاه نحو سيناريوهات حدثت في دول أخرى، بوجود طرفين يسيطران على مناطق مختلفة في بلد واحد، ونحن لا نرغب في هذا السيناريو.
وكان مسؤول كبير في مجلس السيادة السوداني، الذي يرأسه البرهان، قال الشهر الماضي إن هناك حاجة إلى حكومة انتقالية.
وتستمر، منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتمركز معظمها في العاصمة الخرطوم، والتي أسفرت عن مئات من القتلى والمصابين بين المدنيين.
وأدت أطراف عربية وأفريقية ودولية دور الوسيط لوقف إطلاق النار في السودان، لكنها فشلت في التوصل إلى وقف القتال بشكل دائم.

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى