
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم التي تستعد لاستقبال عيد الأضحى بظروف مأساوية، أمس الثلاثاء، اشتباكات بشكل متقطع في بعض أنحائها، رغم إعلان قوات الدعم السريع هُدنة من طرف واحد، كما أعلنت الإفراج عن 100 أسير من الجيش السوداني، فيما فرضت السلطات الأمنية في ولاية جنوب كردفان حظراً للتجوال في مدينة كادقلي لأجل غير مسمى، في حين أعربت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»عن قلقها تجاه أعمال العنف بين الجيش السوداني والحركة الشعبية في محلية الكُرمك بإقليم النيل الأزرق المتاخم للحدود مع إثيوبيا.
وقال مصدر إن قصفاً مدفعياً للجيش السوداني استهدف عدة مواقع لتمركزات «الدعم السريع» جنوبي أم درمان بمحيط جسر الفتيحاب وشمال بحري، كما سمع دوي الأسلحة الثقيلة جنوبي وشرق الخرطوم.
وأفادت مصادر بأن مناطق شرق وغرب وجنوب العاصمة شهدت هدوءاً حذراً بعد عدة اشتباكات توزعت أمس الأول الاثنين على عدة أحياء خاصةً بُري وشرق النيل والأزهري.
وكان شهود عيان أكدوا سابقاً سماع أصوات انفجارات قوية ليلاً، وإطلاق كثيف للأعيرة النارية في شرق الخرطوم بعد فترة من إعلان الدعم السريع هدنة لمدة يومين من جانب واحد.
لا رواتب لا احتفال
بالتزامن، تتواصل معاناة السكان مع شح النقود وعدم صرف الرواتب الشهرية، فضلًا عن النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية في عدد كبير من المحال التجارية، وبعض الأسواق الصغيرة.
كما يستمر انقطاع الكهرباء والمياه لعدة ساعات، قبل يوم من عيد الأضحى.
وخلافاً لكل عام، لن يتمكن الكثير من السودانيين من الاحتفال بعيد الأضحى الذي سيكون برأيهم «بائساً وحزيناً» بسبب الحرب المستعرة منذ أكثر من شهرين في البلاد.
محاكمات ميدانية
وكان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» أعلن أمس الأول الاثنين هدنة من طرف واحد، لمدة يومين بدأت أمس وتنتهي اليوم الأربعاء بمناسبة عيد الأضحى، ولم يصدر الجيش السوداني بياناً للتعليق على هذه الهدنة.
وقال حميدتي في تسجيل صوتي.. نتمنى أن تكون هذه الأيام فرصة للتسامح والمصالحة بين جميع مكونات شعبنا الكريم.