
دعت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، أمس الأول، لإنشاء ممر آمن للفارين من «الجنينة» ومساعدة عمال الإغاثة في الوصول إليها بعد ورود تقارير عن عمليات إعدام لأشخاص دون محاكمتهم واستمرار انتشار خطاب الكراهية.
وفي السياق، قالت إيمان الطرابلسي المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، إن الوضع الإنساني في السودان مقلق جداً ويتجه إلى تحول كارثي، مشيرةً إلى أنه بالإضافة للخسائر البشرية الكبيرة، أثرت الاشتباكات على كل القطاعات الحيوية، وعدم قدرة السكان على الحصول على أبسط الخدمات كالمياه والكهرباء والصحة.
وأوضحت الطرابلسي، أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون للإغاثة والخدمات ارتفع من 15.8 مليون في نوفمبر 2022 إلى 24.7 مليون في مايو 2023، وأن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية الأساسية يتزامن مع بطء العمليات الإنسانية، خاصة وأن الأوضاع في السودان كانت بالفعل متدهورة حتى قبل بداية الأزمة مما تسبب في أزمة نزوح داخلي لحوالي 3.7 مليون شخص وأكثر من مليون لاجئ من دول مجاورة، مما يفرض تحديات إضافية.
وكشفت الطرابلسي عن أن الانهيار الوشيك لقطاع الصحة من بين أكثر السيناريوهات خطورة. وتشير الإحصاءات الأممية إلى أن أقل من 20 % من المنشآت بالسودان حالياً خارج إطار الخدمة، لعدم توافر الأدوية والأجهزة وانقطاع المياه والكهرباء، ويعد عدم توفر الكوادر الطبية بالشكل الكافي من أهم تحديات القطاع في الوقت الراهن بجانب أن الأطباء والممرضين والمسعفين غير قادرين على الوصول إلى أماكن عملهم.
احتياجات هائلة
أشارت المسؤولة الأممية إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تركز على مواصلة دعم قطاع الصحة الذي يتطلب احتياجات هائلة وتحاول تغطية جزء منها لعدم توافر الضمانات الأمنية لتتمكن الفرق من تكثيف التدخل الميداني وتوزيع مواد الإغاثة والإنقاذ، مشيرةً إلى أن الفرق استطاعت توزيع الإمدادات على مستشفيات الخرطوم، بالتعاون مع الهلال الأحمر السوداني ووزارة الصحة.