
الجريدة : فدوى خزرجي
مع إستمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع ل٥٣ يوماًِ تشهد البلاد بشكل عام وبصفة خاصة ولايات الخرطوم ودارفور تدهور مريع للوضع الإنساني و نقص حاد في الغذاء والعلاج و الإمداد المائي و الكهربائي و تعطل لأجهزة الدولة المختلفة. فضلاً عن رداءة وسائل الاتصالات و شبكات الانترنت في ظل شلل تام في سبل الحياة اليومية، الوضع الإنساني الراهن للأسر تتلظى على نار الأسى والجوع .
*إضافة إلى تلك المعاناه يتعرض المواطنين الذين لم يجدوا وسيلة للخروج من المناطق التي تشهد إشتباكات لإنتهاكات من قبل مليشيات الدعم السريع وصفت بالشنيعة المتمثلة في النهب والاعتقالات والاعتداء بالضرب ومنعهم من دفن الجثامين، كما أنها قامت باغلاق كبرى الحلفايا من جهة الشرق وتمنع حركة السير أمام البصات السفرية والحافلات وعربات توزيع المؤن الغذائية من والي أمدرمان أو بحرى. على حسب لجان مقاومة كرري
*كما تتعرض منطقة توتي بالخرطوم لليوم التاسع حصارا من قبل المليشيات باغلاق جسر توتي و احكمت حصارها باطلاق النار على كل من يقترب من ضفاف النيل في محاولة الخروج من الجزيرة، كما منعت القوات الاقتراب من النيل وتم اطلق النار على احد عمال الكمائن مما ادى لوفاته كما أنها منعت الاهالي من دفن موتاهم بمقابر حلة حمد مما اضطرهم لدفن الموتى بالجزيرة، إضافة إلى ذلك حرمتمهم من خروج الحالات المرضية الحرجة و الوصول للمستشفيات على حسب بيان محامو الطوارئ، كل ذلك أدى إلى تفاقم الوضع الانساني في الخرطوم حيث نفذت المواد الغذائية و الادوية من الصيدليات و الدقيق من المطاحن مما ينذر بكارثة انسانية تتحمل عواقبها مليشيا الدعم السريع التي تحاصر المنطقة لعدم احترامها مبادئ القانون الدولي الإنساني الذي ينص على فتح ممرات آمنة.
*كما أنها نفذت حملات اختطاف واسعة بحق المواطنين في كافة مناطق الخرطوم بشكل يومي دون وجه حق جريمة تُضاف لجرائم الجنجويد التي يرتكبها كما هو معتاد حيث ما زال كلٍّ من “مهدي حسن” و “أحمد الهادي” مفقودين حتى الآن و لم يتم العثور عليهم و لم يُعرف أي جديد عن مكان تواجدهم أو الإطمئنان على صحتهم حتى الآن على حسب رصد لجان مقاومة الخرطوم، َومن جهتها حمّلت لجنة مقاومة الطائف مليشيات الجنجويد المسؤولية كاملة عن اقتيادهم للمواطنين إلى جهات غير معلومة وعمّا قد يتعرّضوا له، وفي الأثناء اعلنت .لجان مقاومة مرزوق الثورة الحارة 59 عن انها احتسبت شهيدين من مواطنيها على ايدي عساكر منتسبين للجيش في شارع الشنقيطي الناحية الغربية للحارة، وهما محمد آدم أرباب، وصديقه الملقب بالسعودي، وأوضحت في بيانها بأنه دارت الأحداث عندما حاول المنتسبين للجيش اقتلاع الهاتف “الموبايل” من الشابين، فرفض الشهيدين وقاوما حتى أصابهم المنتسبين بالرصاص المباشر، واعتبرت هذا امتداداً مريب للسلوك المرفوض من بعض عناصر الجيش، وبررت ذلك لجهة أنه خاطبت بعض لجان المناطق المحيطة بالمنطقة العسكرية عن عشرات حالات النهب والترويع للمواطنين من بعض منسوبيها، وناشدت هذه اللجان المنطقة العسكرية مراراً بضبط سلوكيات بعض منتسبيها التي تتنافى مع قيم وأعراف المؤسسة العسكرية.
*ومن جهتها أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين في تقريرها نصف الشهر الثاني من الصراع الدامي عن تعرض عدد من الصحفيين والصحفيات لإنتهاكات من قبل طرفي الصراع المتمثلة في الاعتقالات و التهديدات التي لا تزال تلاحق عدداً من الصحفيين والصحفيات عبر الرسائل والمحادثات الهاتفية، حسب ما وصل إلى النقابة من شهادات الاختفاء، الإصابات، و الاعتداء بالضرب ونهب الممتلكات الشخصية
*تفسر كل تلك الجرائم والانتهاكات بانها عمليات انتقامية تنفذ على الشعب السوداني ليس لأنه أسقط حكومة المدعوة الحركة الاسلامية ونظامهم الانقاذي المدمر فقط بل لأنه قطع الطريق أمام عودتهم عبر انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر للعام ٢٠٢١م الذي تم تنفيذه بخصوم اليوم وحلفاء الأمس حيث وزعت الحركة الاسلامية تواجدها داخل القوات المسلحة وداخل قوات مليشيا الدعم السريع وحرصت على أن تتواجد حتى داخل المكون المدني عبر الكتلة الديموقراطية و الموقعين على الاتفاق الاطاري .
*وأخيراً
*يطرح بيان لجان مقاومة مرزوق سؤالاً في اذهان الشعب السوداني من يحمي الشعب إذا كانت هناك انتهاكات تقع على المواطنين من قبل أفراد من القوات المسلحة؟ من يحمي الشعب السوداني ووزارة الداخلية تسجل غيابا كاملا منذ ال١٥ من ابريل منذ خروج الطلقة الاولى؟
*أما قادة مليشيات الدعم السريع الذين يدعون بأن هدفهم تحقيق الديمقراطية للشعب مما يؤكد بأن هذه الحرب الطاحنة هي صراع حقيقي على السلطة، كما أن من الواضح بأن قواتكم من خلال ممارساتها قد فقدت التواصل مع قاداتها وعادت إلى ممارساتها السابقة المتفلتة .
لا للحرب
الجريدة