السياسية

القيادي الشيوعي صديق يوسف: نعجز عن إسقاط حكومة منهارة والإنقاذ لو ما أشطر مننا (ماقعدو 30 سنة)

التيار / قوش في المعتقل قال لينا: (القوانين دي ما بنغيِّرها والنظام دا أنتو ما بتسقطوه).. ومعاني سورة قريش هي مطالب الشيوعية
دافع القيادي البارز وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المهندس صديق يوسف ، عن وجود أكثر من شخص من أسرة واحدة في الطاقم القيادي للحزب بما فيها اللجنة المركزية. ورفض اتهامهم بالتحول إلى حزب أسري أو حزب بيوتات. وقال هؤلاء ليسوا كتلة واحدة، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يبدأ أي شخص في التبشير بفكرته بشيعته الأقربين. واعترف يوسف بوجود خلافات بينهم وبين قوى نداء السودان، لكنه نفى اتهام زعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، بأنهم ينشطون في معارضة المعارضة.

واعلن يوسف في منتدى “كباية شاي” بمقر صحيفة (التيار) ليلة (الخميس) الماضي، تفاصيل تروى لأول مرة عن إعدام القيادي الشيوعي جوزيف قرنق في أعقاب فشل انقلاب هاشم العطا في يوليو 1971م. وقال إنَّ قرنق قتل لأسباب لا صلة لها بـ(19) يوليو، لأنه ظل وزيراً بحكومة مايو حتى صبيحة الانقلاب. وأضاف “مقتل جوزيف قرنق كان جريمة كبرى”، وذكر أن قرنق لعب دوراً مهماً في هندسة بيان 9 يونيو 1969 الذي مهد لاحقاً لتوقيع اتفاقية أديس أبابا في 1972.
رصد : نور الدين جادات
الحلقة الاخيرة
صراع الحركات والحزب
في الحقيقة أن موقف الحزب الشيوعي من الصراع في الحركة الشعبية فإننا كتبنا خطاباً موجه إلى الطرفين بأننا نقف في نفس المسافة بينهم، فنحن حلفاء معهم ووقعنا نداء السودان ونعتمد الطرفين ونتعامل معهم مثل أي انقسام في أي حزب، أردنا حضور مؤتمر كاودا لأنه تم توجيه دعوة للسكرتير السياسي، لكن لم يتم منحنا الفيزا، الأكثر من ذلك نحن خلافنا الأكبر مع الإسلاميين، لكن أنا حضرت مؤتمر حزب المؤتمر الشعبي وخاطبته ونحن نلبي دعوة أي حزب عدا الموتمر الوطني.
الآن نحن أدينا صلاة المغرب قرأ الإمام سورة (قريش) وتلى الآيات (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وهي مطالب البشرية وهذه هي الشيوعية، وهذه السورة تمثل الرؤية الشيوعية أن يعيش الإنسان في حالة سلام وأمان ومعيشة متوفرة. لذلك لايوجد شيء اسمه الشيوعية والسلام.
خلاف الشفيع الخضر، هو عضو في الحزب الشيوعي ومن المبادئ أنك إذا لم تستطع أن تقنع الناس برأيك وتم حسمه بالأغلبية فعليك الانصياع لها، وإذا لم تستطع فأنت خارج الحزب وهو ماحدث وليس هناك عيب، فهناك كثيرون حدثت بينهم انقسامات ومن ضمنها الحزب -أيضاً- وفي انقسام 70 محمد إبراهيم “كبج” كان يقدِّم في دار الحزب الشيوعي مع أنه كان من قادة الحزب، لكن لا شخص يجبر شخص على اعتناق حزب.
فأنا لديَّ أربعة من أبنائي 2 منهم شيوعيين وفقط، وليس هو الحزب الوحيد الذي يفعل ذلك وأكثر حزب اشتهر بذلك هو الأزهري والأحداث والانقسامات تحدث باستمرار.
10 سنوات سجون
في الحقيقة عدد الأيام التي قضيتها في السجن أيام عبود كانت 45 يوماً، في حراسة شرطة، أما في نظام نميري فكانت 4 سنوات ونصف، وحكومة الإنقاذ أكتر من 5 سنوات، “10” سنوات، جميعها بدون محاكمة، والمحاكمة الوحيدة التي كانت في مدينة الأبيض بعد أن اقتحمت الشرطة منزلي وبعد تفتيشه عثروا على وثائق للحزب الشيوعي وكان المحامي عني حسين عثمان والرشيد بمجرَّد بداية الجلسة هاجما دخول الشرطة لمنزلي وهذه الإجراءات، لكن تم شطب القضية بهذه الحجة، أما آخر الاعتقالات فهي في يناير الماضي.
الراهن السياسي
المعارضة والراهن السياسي لا يحتاجان لجواب، كل يوم نعايشه، فالحكومة وصلت لطريق مسدود في الأزمة الاقتصادية ورأت أن حلها في توفير 150 وظيفة، وهذه ما جادت به عبقريتهم، فبمقارنة مع السابق نرى أن السودان كان به 6 محافظات فقط، وهي التي تمثل القيادة السياسية والباقين موظفين خدمة مدنية، أما عندما نقارن ذلك الآن فتجد أن هناك 18 والياً، وكل ولاية بها 8 وزراء أي ما يبلغ 154 وزيراً، وكل ولاية تضم تشريعي به 50 شخصاً، بمجموع (1926) شخصاً، فهم يقومون بعمل 6 أشخاص، فالترهل في القطاع السياسي هو المشكلة، لكن لابد من أن نتحد حتى تكون الضربة القاضية للنظام ونهايته، لكن نحن عاجزين عن التوحد للضربة القاضية عليه، الحكومة منهارة ونحن أضعف من أن نسقطها.
اجتماع الأمن
في الحقيقة لم يكن هناك أي اجتماع بيننا والأمن، وماحدث هو أنهم جمعوا المعتقلين وأنا الوحيد الكنت ما معتقل أتاني رجل أمن وطلب مني أن ألبس وأحمل أشيائي لأنهم دايرني، فعلاً ركبت في العربة دون أن أعلم إلى أين وجهتي وعند وصولنا رئاسة جهاز الأمن قال سنفاجئك، وفعلاً عند دخولي قابلت الخطيب وفارس التوم وصالح محمود وعلي كنين، في مكتب وهم كذلك لم يكونوا يعلمون ما سيحدث هل هو اعتقال جديد أم سيتم ترحيلنا، تحدثنا مع عدد من الضباط الموجودين معنا عن المعاملة السيئة التي نجدها ومن ثم دخل قوش وأول حديثه قال لنا: أطمئنكم أننا قررنا فك أسر المعتقلين، لكن أريد أن أشرح لكم توجهنا في المرحلة المقبلة وهي محاربة الفساد ولن يكون هناك اعتقال تعسفي أو غيره إلا لمن يرتكب جريمة، لكن أنتم ترفعون شعار إسقاط النظام وتغيير القوانين ونحنا مابنغيِّرها والنظام دا مابتقدروا تسقطوه، بذلك أكدنا له أن نحن في مبدأنا لن نوقف شعار إسقاط النظام وسنعدِّل القوانين بعد إسقاطكم وليس لدينا أي حديث آخر، وقلنا له: إذا كنت تفتكر أننا قيادة الحزب الشيوعي فنحن لسنا القيادة ولا نمثلها، لأن القيادة بالخارج إذا أردت مقابلتهم عليك مخاطبة الحزب وبدوره سيرسل مندوبين، اتفق معنا في ذلك وقال: الآن هذا ليس حوار لأنكم معتقلين، لكن -لاحقاً- أصدر جهاز الأمن بياناً ذكر فيه ماحدث من طرف واحد ونحن أصدرنا بياناً نقلنا فيه مادار من الجانبين فهو كان استدعاء وليس اجتماعاً .
تغيير اسم الحزب
في الحقيقة هذا الاقتراح ليس الآن فقط، إنما طرح في المناقشة العامة في التسعينات أن يتم تغيير اسم الحزب تمت مناقشة الموضوع وهناك من قرروا الاستمرار بالاسم فيه رمزية ولسنا نبحث عن التمييز عبر الاسم، فهناك أحزاب كثيرة لاتحمل اسم الحزب الشيوعي، لكن تركيزنا كان على البرنامج في المؤتمر السابق لم تثار هذه النقطة.
حديث آخر عن كون أسرتنا أنصار وهذا غير صحيح، فنحن لسنا أنصار مع أننا في أسرتنا كان جدنا النور الجنيفاوي أمير بيت مال عبدالله التعايشي وهي علاقة جدنا في السابق فقط.
أما بالحديث عن أثر 19 يوليو، فهي تأثير كبير بالنسبة لنا، فنحن فقدنا كثيراً بدءاً من اغتيال قادتنا والضباط العسكريين وكذلك فقدنا آلاف من كوادر الحزب الذين شرَّدهم نميري، موجودون في المنطقة العربية وإنجلترا وباقي دول العالم، فصلهم وهاجروا حتى يجدوا حياة كريمة، لكن نحن تضررنا كثيراً من هذه الأحداث.
قيادات
الحديث المستمر عن قيادة الحزب غير جديرة بهذه المناصب أمر غريب، القيادات الحالية هي منتخبة من المؤتمر وهو شأن للحزب فقط، ويكون بالانتخاب، فالمؤتمر أنتخب اللجنة المركزية من 41 شخصاً، وهم اختاروا الخطيب.
الحديث الدائر عن استقالة كمال غير صحيح فهو لم يستقل من الحزب هو فقط استقال من اللجنة المركزية وهو عضو وكاتب في جريدة (الميدان)، مكان دفن عبدالخالق محجوب، نعمات مالك ذكرت أن أحد الجنود أخبرها بمكان دفن عبدالخالق، لكن هناك مطالب باستمرار عن المطالبة بأماكن المقتولين بمعرفة أماكن دفنهم وتسليم وصاياهم إلى أسرهمم وأملاكهم.
قوى الإجماع الوطني واتهام الإمام الصادق المهدي لها بأننا نعارض المعارضة أكثر من النظام هو وجهة نظر لكن الفيصل هو الشارع، لكن نتمنى أن يستمر جهدنا في إسقاط الحكومة فهم أشطر مننا لو ما أشطر مننا ما كان قعدوا 30 سنة.
البيوتات والأسر الشيوعية
الحديث الذي يدور كذلك عن سيطرة بيوتات على الحزب لا يمكن أن يكون حقيقة مطلقة، فأنت كشخص من هم أقرب أشخاص لك؟ هم أصدقاؤك وأسرتك فسيكون حديثك معهم وتأثيرهم وإقناعهم، فهناك قوى سياسية أخرى هم بالميراث مثل: الختمية، وهي ليست خاصية الحزب الشيوعي ما يحدث شيء طبيعي وليس هناك صراع قوى والمؤتمر السادس كشف ذلك وتمت مناقشة الوثائق السياسية، وعضوية المؤتمر كانت بنظام الكوتة لكل ولاية وأي ولاية تقوم بانتخاب ممثليهم، ومن حسنات الحزب الشيوعي أن الوثائق جميعها نشرت قبل عامين لأننا أردنا أن يشاركنا الآخرين وهناك مجموعة من النقاشات تبلورت فيما انعكس في المؤتمر، وهناك بين عضوية الحزب أفراد كثر لم يكونوا أعضاءً أبدوا رؤيتهم ونحن من الأحزاب التي تمارس الحرية والديمقراطية في مؤسساتها.

مابعد إسقاط النظام
الشواهد تقول إنه منذ الاستعمار يأتي الحكم العسكري ومن ثم الديمقراطية والسبب في ذلك أن القوى السياسية اجتمعت لتنظر في ذلك خاصة بعد اتفاقية نيفاشا في 2005 كانت هناك فرصة، قامت عدة اجتماعات توصلنا بعد البحث إلى أن كل الصراعات تدور حول شعار واحد في كل فترة، ففي السابق كنا متفقين على إسقاط الاستعمار وبعد سقوطه تبدأ الخلافات، بعدها نردد يسقط عبود يسقط عبود ولم يكن هناك مشروع بديل ونفس المشكلة تكررت في 85 بشعارات أسقطنا نظام نميري، بعده نفس السيناريو، حتى لا يحدث ذلك، منذ الآن يتم اتفاق كامل ماذا يحدث للسودان بعد سقوط النظام العسكري، وخرجنا بوثيقة البديل الديمقراطي من ضمن الموقعين عليها حسن الترابي، عن كيف نأمَّن نظام ديمقراطي بسياسات اقتصادية لمصلحة المواطن السوداني؟ وكيف يحكم خلال هذه الفترة بالاهتمام بقضايا أساسية، كل الحاجات الديمقراطية بمعالجة كل الضرر الذي قام به النظام؟ فذلك لا يمكن أن يتم معالجته في 4 سنوات، فيجب خلال الفترة الانتقالية أن تعقد مؤتمرات قطاعية ببرنامج 15 أو 20 سنة، وتوقع عليه كل القوى وهذا المخرج حتى لا تعود الحلقة الشريرة، مع العلم أن القوى السياسية الأساسية كلها متفقة، لكن الخلاف في الوسائل وهو مايضمن استمرار الديمقراطية، لكن كل القضايا الكبيرة لاتسقط بالتقادم من أحداث بيت الضيافة فكل الجرائم التي ارتكبت منذ الاستقلال حتى الآن قضايا لا تسقط، فلا بد من مكاشفة حقيقية ونحن لا نريد معاقبة الناس لذلك لابد من محاسبة في ظل نظام ديمقراطي ابتداءً من حوادث جودة في أول حكومة سودانية مثل حادثة تمرد الجنوب وهي جميعها أخطاء، ارتكبها سياسيون سواءً حزب أمة أو شيوعيون أو اتحاديون حتى يكون في وضع ديمقراطي، لكن لو كان نتاج تحقيق يدين الحزب الشيوعي فنحن سنتحمل ذلك.

صراع فكري
الحديث عن تيارات قديمة تصارع أخرى جديدة ليس صراعاً، بل هو نقاش فكري ليس له حدود، وكل يوم في أشياء جديدة، فالآن الدراسات أثبتت خطأ نظرية نيوتن لذلك هناك تحديثات منطقية تحدث في الحياة ويجب تقبلها.

حقوق الإنسان
نعلم المشكلة الكبيرة التي تواجه السودان في هذا الصدد، فحقوق الإنسان في سبتمبر تبدأ اجتماعات مجلس حقوق الإنسان، من الآن الحكومة ستمنع الأحزاب من الحضور مع أن هناك جهات تريد أن تحضر، لكن على الرغم من ذلك هناك منظمات وصلت مئات الرسائل إلى المجلس، بأن لايعفى السودان من وجود مراقب من الأمم المتحدة في السودان، فالوفد الحكومي يريد شطب السودان من الفصل العاشر ونحن نطالب بأن نعود للفصل الرابع، لكن لسنا أغلبية، فهناك دول أفريقية والتصعيد يتم بها، فالعدد الكلي لهذه الدول 45 دولة، بينها 21 دولة في أفريقيا وأنظمتها تقارب نظامنا الحاكم، لذلك لسنا متفائلين، لكن نتمنى أن يحدث ذلك لأن وضع حقوق الإنسان في السودان متدني بسبب ما يقوم به النظام بسياساته.

التيار

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى