السياسية
أخر الأخبار

جريدة لندنية : معارضة السودان تغادر قوقعتها وتقبل بشروط “لعبة” البشير

الخرطوم – أبدت كل من قوى المعارضة الرئيسية في السودان الممثلة في تحالف نداء السودان والنظام رغبة مشتركة في استئناف المفاوضات بينهما، وفقا لخارطة الطريق التي طرحتها الآلية الأفريقية برئاسة ثابو امبيكي والتي وقّع عليها الجانبان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وظلت مجرد حبر على ورق.

وتقول أوساط سياسية إن المعارضة أو الأغلبية منها باتت مقتنعة بأنّ السير عكس التيار وتجاهل المتغيرات على الساحة الدولية والإقليمية لن يقودان إلى أي نتيجة، وأنه لا بد من التعاطي مع الوضع بواقعية.

ودافع مؤخرا مسؤول العلاقات الخارجية بتحالف “نداء السودان” ياسر عرمان عن تغير موقفهم لجهة الانفتاح على استئناف المفاوضات مع النظام مشددا على أن “الأمر لا يستحق الاعتذار من أحد”.

وأكد عرمان في مقال له أن “كل حرب يجب أن تكون نهاياتها سلام وحروب السودان الحالية أفضل طريقة لحلها هي عبر التسوية السياسية الشاملة والسلام العادل”.

وهناك انقسام في صفوف المعارضة لناحية التفاوض مع نظام الرئيس عمر حسن البشير نتيجة غياب عامل الثقة بحكم التجارب السابقة، بيد أن الكفة تميل صوب المؤيدين لهذه الخطوة، لأن غير ذلك سيجعلهم خارج مدار اللعبة السياسية ويبقيهم على هامش الأحداث، في ظل نجاح النظام في إعادة التسويق لنفسه أمام القوى الإقليمية والغربية، عبر تغيير ملموس في سياساته الخارجية لجهة إبداء قدر كبير في التعاون مع المجتمع الدولي في القضايا التي تؤرقه سواء في مكافحة الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية، أو النزاعات التي تنهش الجوار وعلى رأسها جنوب السودان.

ويقابل النظام هذا التغير الاستراتيجي في مواقف القوى المعارضة الكبرى بإيجابية، لطالما أكد مسؤوليه عن مد يدهم للحوار آخرها حين أعلن مساعد الرئيس السوداني، فيصل حسن إبراهيم، الأربعاء، استعداد بلاده لاستئناف التفاوض قريبًا، مع أطراف المعارضة، في إطار خارطة الطريق.

جاء ذلك لدى لقاء جمعه برئيس الآلية الأفريقية، بقيادة ثابو امبيكي، الذي بدأ الأربعاء زيارة إلى العاصمة الخرطوم، شملت أيضا لقاء بعض قيادات المعارضة ومنها حركة الإصلاح الآن.

وقال إبراهيم، إن “امبيكي، وصل إلى الخرطوم، في إطار التباحث لاستئناف المفاوضات وضرورة مشاركة الموقعين من المعارضة على خارطة الطريق”.

وأضاف “سبق وأن بعث امبيكي، برسالة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، تضمنت ضرورة مشاركة الموقعين على خارطة الطريق، في إعداد دستور السودان، وقانون الانتخابات، والمشاركة في إجراء الانتخابات”.

وتابع “الاجتماع تناول لقاءات امبيكي، مع رئيس نداء السودان، الصادق المهدي، والحركة الشعبية/ شمال، وكل من حركتي جبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي”.

وفي 2016، وقّع قادة قوى تحالف “نداء السودان”، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على خارطة الطريق للسلام، التي دفعت بها وساطة أفريقية رفيعة المستوى، بيد أن التفاوض على الخارطة انهار بين الحكومة والتحالف، في أغسطس، من العام نفسه.

وفي خطوة مثيرة سلّم الوسيط الأفريقي في سبتمبر الماضي الأطراف الموقعة على خارطة الطريق ملحقا جديدا للخارطة يشمل المشاركة في إعداد الدستور والانتخابات وتهيئة البيئة السياسية. واعتبر تحالف نداء السودان أن التصورات التي طرحها ثابو امبيكي هي تجاوز لخارطة الطريق وأنه مصر على استئناف الحوار على أساس الخارطة الموقع عليها.

المعارضة أو الجزء الأكبر منها وإن قررت مغادرة قوقعتها والقبول بشروط اللعبة التي وضع أسسها النظام، حيث أن موقفها السلبي جعلها في مرمى انتقادات حتى من القوى والدول التي كانت تعتبرها لوقت قريب صديقة وحليفة

و”نداء السودان”، هو التحالف الرئيسي للمعارضة في البلاد، وتأسس في ديسمبر 2014، من أحزاب مدنية وحركات مسلحة.‎

ويضم التحالف قوى أبرزها حزب الأمة القومي (مدني)، وحزب المؤتمر السوداني (مدني)، والحركة الشعبية/ قطاع الشمال (مسلحة)، وحركة تحرير السودان (مسلحة)، بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة (مسلحة)، بزعامة جبريل إبراهيم، ومبادرة المجتمع المدني.

ومنذ 2003، تقاتل 3 حركات مسلحة رئيسية في دارفور ضد الحكومة السودانية، هي: حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان جناح مناوي، وحركة تحرير السودان، جناح عبدالواحد نور.

وتقاتل “الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال”، قوات الحكومة السودانية، منذ يونيو 2011، في ولايتي جنوب كردفان (جنوب)، والنيل الأزرق (جنوب شرق).

ويرى مراقبون أن قبول المعارضة للحوار وتعاطي النظام بإيجابية لا يعني أن الطريق سالك أمام تحقيق نقلة نوعية في الحياة السياسية في هذا البلد، حيث أن النظام لن يقبل بتسوية تفضي إلى تقاسم السلطة.

ويشير هؤلاء إلى أن المعارضة أو الجزء الأكبر منها وإن قررت مغادرة قوقعتها والقبول بشروط اللعبة التي وضع أسسها النظام، حيث أن موقفها السلبي جعلها في مرمى انتقادات حتى من القوى والدول التي كانت تعتبرها لوقت قريب صديقة وحليفة، بيد أن ذلك لا يعني أنها قادرة على ابتلاع أن تكون مجرد “ديكور” في المشهد القائم.
جريدة العرب اللندنية

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى