
تطورات وتفاصيل صادمة في أحداث كلية الدراسات التجارية في الجزيرة
التيار / عاشت جامعة الجزيرة في الأيام الماضية أحداث عنف طلابي من طلبة مجمع أبو حراز في يوم الثلاثاء الماضي ثم انتقلت تلك الأحداث يوم الأربعاء إلى النشيشيبة إلا أن أحداث الخميس كانت بعيدة عن العنف الطلابي وأشبه بالجريمة المنظمة والتخريب والنهب بكلية الدراسات التجارية بالهلالية ومساء الخميس تلقينا خبراً من إعلام جامعة الجزيرة أن طلاب الجامعة قاموا بتحطيم وحرق مكتب عميد الكلية ومعامل الحاسوب وقاعة الدراسة ووفر لنا إعلام الجامعة عربة لترحيل بعض مراسلي الصحف اليومية بمدني وقد كان التحرك في الثالثة صباحاً من يوم الجمعة وتم الوصول إلى الهلالية في الخامسة صباحاً وقتها كان عميد شئون الطلاب بجامعة الجزيرة في انتظارنا ليطلعنا على تفاصيل الأحداث التي وقعت وعند دخولنا إلى مبنى الكلية كانت رائحة الحريق والدخاخين تملأ المكان ألسنة النيران تنبعث من ركام حطام الحريق وتحولت الكلية إلى أرض معركة استخدمت فيها كل أساليب التخريب والتدمير ولم تسلم منها الأشجار والمقاعد ومواسير المياه ووصل النهب إلى أموال الجامعة وأموال ومواد الكفتريا في سلوك لا يشبه الطالب الجامعي ولا يمت له بصلة.
شاهد عيان يروي تفاصيل ماحدث
روى السني عباس السني صاحب الكافتريا بكلية الدراسات التجارية بجامعة الجزيرة لـ”التيار” أمس تفاصيل ماجرى وابتدر حديثه بالقول :” أنا أعمل بهذه الكلية منذ أحد عشر عاما” ثم أضاف :” حوالى الثالثة من مساء الخميس شاهد عدداً كبيراً من الطلاب الملثمين يقفزون من حائط الداخلية إلى مباني الكلية وأيضاً تجاورها داخلية البنات من الاتجاه الثاني وقتها جاءه أحد الطلاب وطلب منه أن يخرج موتره إلى خارج الكلية وبالفعل قام هو بذلك ثم عاد مسرعاً إلى الكافتريا وشاهد عدداً كبيراً من الطلاب الملثمين الذين قفزوا بالحائط إلى مباني الكلية قد تقسموا إلى مجموعات وقد بدأوا تكسير زجاج النوافذ والمعامل ومكتب عميد الكلية الذي تم تحطيمه وحرقه وكل الممرات والمقاعد وقاعة شركة زين التي تم تشييدها في العام الماضي وتكسير وتحطيم الأشجار وخطوط المياه وبعد ذلك اتجهوا إلى الكافتريا ونهبوا كل المواد الاستهلاكية بها من مياه ومياه غازية وكيك وحلويات”.
طالب يدمر وآخر غاضب مما جرى
ومضى ليقول :” أكثر ما آلمنى أن هنالك طالباً جاءني منتصف النهار وطلب مني تسليفه 90 جنيهاً حتى يوم الأحد كمصاريف جمعة وسبت وبالفعل سلمته المبلغ إلا إنني شاهدته ينهب في المياه والبارد ويقوم بتوزيعها على الطلاب وإن جملة خسائر الكافتريا تقدر بحوالى 80 ألف جنيه وأثناء ذلك المشهد رصدت “التيار” طالباً من الكلية يدعى أحمد عمر التاي من طلاب الهلالية يقيم مع أسرته يطوف على مباني الكلية لينظر ما تم من تخريب وحريق وهو متحسر على ماحدث وقال لـ”التيار” تبقى لي شهران على التخرج وهؤلاء الذين قاموا بتلك الأعمال ليس طلاباً في تقديري الخاص وهم بذلك يتسببون في تأخيرنا سنوات ولم يكمل حديثه من الغضب وغادر الكلية.
طالبات يذرفن الدموع
رصدت التيار عدداً من الطالبات جئن في الصباح الباكر ليقفن على حجم التخريب وهن يذرفن الدموع والحسرة على مالحق وأصاب الكلية وأعلنت أحداهن التبرع والعمل بيدها وبالمال لإعادة ما تم تخريبه في الكلية فيما أوضح للتيار أحد الحرس الجامعي إنه عندما تم التخريب والحريق قد تجمع عدد كبير من المواطنين للدفاع عن الكلية وإنقاذ ما تبقى منها إلا أن الحرس الجامعي قد منعهم من الدخول خشية وقوع مواجهات مع الطلاب وقال أن مواطني المنطقة ظلوا يتبرعون بأموالهم طيلة فترة تشييد هذه الكلية وفي أزمة الخبز الأخيرة ظل المواطنون يحضرون الكسرة والقراصة من منازلهم للطلاب من أجل نجاح فكرة قيام الكلية بالمنطقة .
عميد الكلية يتحدث
الدكتور حسن موسى عميد كلية الدراسات التجارية بالهلالية رفض ماحدث ووصفه بالسلوك المشين الذي لا يشبه مجتمع جامعة الجزيرة ولا المجتمع السوداني ولا المسلمين ولكن نقول قدر الله وما شاء فعل وإن ماحدث بالتحديد في يوم الثلاثاء الموافق 9/10 جاءته معلومات عن أن الطلاب عازمون على الاعتصام من الدراسة وبالفعل في صباح الأربعاء نفذ مجموعة من الطلاب الاعتصام وقاموا بمنع الأساتذة من دخول القاعات كما حرموا الطلاب من الدخول للمحاضرة واستمر اعتصام الطلاب داخل حرم الكلية حيث طالبوا بحضور العميد وذهب للقائهم في النشاط الطلابي من الحادية عشر إلى الساعة الثالثة وقد استفسرت عن سبب الاعتصام ورغم استنكارنا للظاهرة وعدم علمنا بالمطالب إلا في يوم الأربعاء وكان البعض منها يتعلق بالداخليات وهي من اختصاص إدارة الصندوق ولكن نسبة لمسئوليتنا تجاه الطلاب قررنا المساهمة في حلها وهنالك مطالب داخل الكلية تم تحديد جزء منها للحل السريع والآخر يحتاج إلى بعض الإجراءات والوقت لحلها ووافق الطلاب على ذلك وعادوا إلى داخلياتهم وفي يوم الخميس كانت الدراسة عادية جداً حتى نهاية اليوم الدراسي ولكن عند الثالثة تماماً وصلتنا معلومة تفيد أن هنالك اشتباكاً بين طالب من الذين يسكنون الداخلية وطلاب الخارج وتلك المشاجرة كانت شخصية لا علاقة لها بما حدث ولكن بعد ذلك شوهدت مجموعات طلابية ملثمة منهم من ذهب إلى مكتب الامتحانات والعميد ومنهم من توجه لمكتب الوحدة الحسابية وآخرون إلى المعامل والقاعات حيث قاموا بتكسيرها وحرقها وقام آخرون بتحطيم باب الخزنة وتمكنوا من نقل الخزنة إلى داخل الداخلية وكسروها واستولوا على جميع الأموال داخل الخزنة والشيكات والمستندات والأمانات الخاصة لبعض الموظفين والطلاب وبعد ذلك قاموا برميها في بئر السابتن تنك وعلى إثر ذلك قامت الشرطة بالقبض على جميع الطلاب المتواجدين بالداخلية وترحيلهم إلى رفاعة حيث بلغ عددهم 184 طالباً وبعد التحري معهم بواسطة الشرطة وتفتيش أمتعتهم وجدوا بحوزة 13 طالباً مبالغ مالية وتوفرت معلومات عن أن عشرة طلاب هم من نظموا تلك الأحداث وأن الشرطة مازالت تتحرى معهم لبقية التفاصيل كما أضاف أن هنالك ثلاثة طلاب إصاباتهم خفيفة وتم نقلهم إلى الحصاحيصا وإن وجود سلاح أبيض داخل الداخلية شيء عادي لأن الإدارة لم تقم بتفتيش الداخلايات لفترة وقال أن مجتمع الهلالية لعب دوراً كبيراً في إنشاء هذه الكلية والكل ساهم في إنشائها .
انعقاد مجلس عمداء جامعة الجزيرة
علمت “التيار” أن مجلس عمداء جامعة الجزيرة عقد اجتماعاً طارئاً ظهر أمس الجمعة وقرر تعليق الدراسة بكلية الدراسات التجارية بالهلالية لأجل غير مسمى .
التيار