
أحد الدعاة غرّد على صفحته بـ “فيسبوك” أنّه وأثناء انتظاره ابنته ان تعبر الشارع من الناحية الأخرى ليصطحبها بسيارته، وبينما هي تعبر الشارع إذا بشباب داخل سيارة يتحرشون بها لفظياً ولم ينتبهوا أنّ والدها سمع ما قالوه، وكان الشيخ يحمل مسبحته ضَربهم عَلى رؤوسهم مُعاتباً لهم بأنّ الحجاب لسترها من أمثالكم!! وتفاجأ الشباب بالموقف وترجّلوا عن السيارة واعتذروا بشدة للرجل الذي وعظهم وطالبهم بالابتعاد عن أعراض الناس ولو لفظياً، واستغرب الداعية من خلال تغريدته مِمّا وصل إليه بعض الشباب من جرأة وعدم احترام!!
وتحضرني قصة شاب كان من هواة الحفلات ومعاكسة الفتيات الجميلات، حسب قوله إن سبب توبته ورجوعه الى الله أنه في احدى المرات وكان ذلك قبل سنوات مضت استغل احد البصات وكانت وقتها أزمة المواصلات شديدة أكثر مما عليه الآن.. المُهم وقف في آخر البص ووقع نظره على يد إحدى النساء داخل البص أعجبته وعزم داخل نفسه الوصول إليها، وبالفعل استطاع الوصول وهو مُمسك بشماعة البص واقتربت يده إلى أن لامست يد المرأة التي انزعجت وسحبت يدها فوراً والتفتت إليه! وألجمت المُفاجأة الشاب وشعر بالألم في كبده عندما صاحت المرأة في وجهه (الله يجازيك هجمتني)! كانت المرأة التي (جازف) للوصول إليها للمس يدها شقيقته الكبرى! أخبرني ذاك الشاب أن النوم فارق عينه فكانت هدايته قبلها أطلق لحيته!
وأمس الأول كادت أن تتحوّل مدينة الدندر الى ساحة قتال قبلي لولا تدخل الشرطة، حيث توفي رجل وأصيب (12) شخصاً بجروح متفاوتة وذلك بسبب تحرُّش شابين ممّا أثار حفيظة أهلها ودخلوا في اشتباكات! حقيقة أن مجتمعنا في حاجة الى عمل مجتمعي كبير يستهدف الشباب!
اتّفق خُبراء مصريون متخصِّـصون في القانون والاجتماع وعِـلم النفس والإعلام والمجتمع المدني، على خطورة ظاهرة “التحرش الجنسي” على الفرد والأسرة والمُجتمع، وأقرّوا بوجودها في الدول العربية، وأكّـدوا أنّها تتكاثر “بغِـياب الرّوادع الدّينية والأخلاقية”، وتتناسب تناسباً عكسِـياً معها، وطالبوا في الوقت نفسه بإعادة “الانضباط الأمني” إلى الشارع العربي، مُحذِّرين من التمادي في إهمال الأمن الاجتماعي لصالح الأمن السياسي (كلام عقل).
ووفق مختصين، إن ظاهرة التحرُّش الجنسي، التي استفحلت في الآونة الأخيرة وصارت ظاهرة مُـقلقة ومُـخجلة، تقِـف خلفها أبعادٌ اقتصادية وأُخرى اجتماعية ونفسية، منها الكبْـت الجنسي النّـاتج عن تأخُّـر سنّ الزواج والمُـغالاة في المُـهور، والبطالة التي يشتكى منها مُعظم المُجتمعات، فضلاً عن الفقر والجهل والإحساس بانعدام العدالة وحالة اليأس والإحباط والفراغ القاتل!
حديث أخير
ما ضرب مُجتمعنا من ظواهر تحتاج إلى وقفة جادة من المهتمين بأمره.
التيار