
صباح محمد الحسن تكتب كذبة التقسيم !!
ضجت وسائل التواصل الإجتماعي أمس تندد بقضية خطر تمزيق السودان وتقسيمه الي دويلات تخضع السيطره فيها الي فلول النظام البائد من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى
فبعد أن شرعت الفلول في إقامة دولة الفساد الجديدة التي أحكمت فيها سيطرتها على مدينة بورتسودان، خرج قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو بحديث عن إعلان دولته من الخرطوم حال إعلان بورتسودان عاصمة للفلول، وحذرت عدد من القيادات السياسية من خطورة الخطوة وخطر الإتجاه الذي ربما ينسف احلام الشعب السوداني في الحفاظ على دولته.
وفي رأيي وأنه وكالعادة نجحت فلول النظام البائد وأجهزتها الأمنية في بث القلق والخوف في نفوس الشعب السوداني لإثارة الفتنة والفوضى السياسية حتى تجعل من الخطوة قضية الساعة، يأتي ذلك بغرض تغطيتها على فشلها متعدد الوجوه، إن كان فشلا على الصعيد الداخلي في أعلان حكومة معترف بها أو فشلها الخارجي في كسب الشرعية والسند والدعم، وأختارت هذه المرة أكثر القضايا التي تلامس وجدان الشعب السوداني وتلحق به الضرر الناتج عن الاذى النفسي وهي قضية تقسيم وتمزيق بلاده إن كان تقسيما جغرافيا أو سياسيا لأنها تعلم إن أكبر الجرائم السياسية التي إرتكبتها في حقه هي جريمة إنفصال الجنوب الحبيب الذي خلف وجعاً في نفوس المواطنين ومازال، لذلك تختار الآن ذات السلاح لتجدد الجراح بالمحاولة فقط وليس بالقدرة والإستطاعة.
وفيما أرى أن فلول النظام البائد وقوات الدعم السريع لن تستطيع تحقيق هذا الهدف وذلك لعدة أسباب:
اولها أن مصير السودان لن يكون كمصير ليبيا كما تتخوف الأغلبية لأن ما حدث بليبيا هو صناعة خارجية واضحة الملامح خططت وسعت إليها بعض المحاور والتي تحرص الآن على استمرارها، و مانخشاه في السودان من تقسيم لأول مرة تقف ضده كل المحاور التي كانت في السابق تشكل خطرا كبيرا ولكن تغيرت مواقفها (بقدرة الله) لدعم خيار الوحدة و الإستقرار و السلام و تعمل الآن من أجل دعم الحلول السلمية وتحقيق التحول الديمقراطي
ثانيا عناصر النظام البائد لاتستطيع إقامة دولتها المزعومة لأنها تقع الآن في دائرة الحصار الدولي الذي (يخنقها) من كل الاتجاهات
ثالثا إن ماقاله قائد الدعم السريع لايتجاوز حدود التهديد في خطاب عسكري مثل هذه اللغة فيه واردة ومتوقعة لطالما أن الحرب مستمرة، فالرجل إن كان قادرا على إقامة دولة لما رفع رآية الحوار وبادر بالتزامه بالتفاوض والحلول السلمية
رابعا إن من أهم مقومات النجاح لخطة التمزيق هو وجود قادة بالداخل يكون لهم ثقل ووزن وتأثير وحضور دولي يؤهلهم للحصول على دعم وسند دولي لتحقيق هذه الغاية فالسودان الآن يعاني من أزمة حادة في الشخصيات القيادية، فحتى إنفصال الجنوب ما كان ليحدث لولا وجود شخصية سودانية مؤثرة فالدكتور جون قرنق كان له وزنه وحضوره الدولي كشخصية عالمية، والآن أغلب القيادات التي تحلم بإقامة دولة منفصلة هي قيادات (local) لاتصلح حتى لإدارة مزرعة
فالإنفصال السياسي والجغرافي دائما لايتم بخطط داخلية و لاينجح إلا بسند خارجي (شرير) والذي يريد ذلك يهيء القادة أو يصنعهم أولا، أي ان قيادة الدولة تكون اهم له من الأرض التي تقوم فيها الدولة
لهذا تجد أن خطوات وخطط فلول النظام لإقامة الدولة المزعومة لم يجد اي اهتمام من الخارج لأنه يتجاوز كونه كذبة سياسية لإلهاء الشعب عن القضية الجوهرية، لذلك يقيني أنه لن يكون هناك إلا سودان واحد حر وديمقراطي وموحد يسع الجميع !!
طيف أخير:
لا_للحرب
عملية تدوير الحروف في هذه الزاوية لايكون خصماً عليها ولكنه
لن يكون إضافة لهم ..هذا مؤكد !!!
الجريدة