
صفاء الفحل تكتب إغاثة الفلول لا المتضررين
لايمكن لحكومة تقتل الشعب ولا تستطيع السيطرة علي مايردها من إغاثات وتوزيعها بطريقة عادلة وشفافه أن تنتظر من المجتمع الدولي أن يقدم لها الدعم ومايقوله البرهان أو الاعلام الكيزاني عقب كل زيارة له وهي (زيارات واضحة ولدول محددة) عن بحث سبل التعاون والإستعداد لتقديم الدعم للمتضررين عبارة عن عبارات دبلوماسية طبيعية تطلق بصورة متعارف عليها رغم ان البرهان يرتب لمرحلة جديدة وبحث مع تلك الدول إمكانية دعمها لتلك الخطوة..
والحقيقة ان العالم لم يخذل السودان كما ورد في تقرير الأمم المتحدة الاخير الذي قالت فيه أن قيمة الدعم الذي تم تقديمه حتي الان للسودان لا يمثل سوي ٣٠% من قيمة الاحتياجات الفعلية التي تحتاجها البلاد خلال هذه الفترة إلا أن طرفي النزاع لم يتركا مساحة للشفافية يتم من خلالها تقديم هذا الدعم..
فدول العالم وعندما تريد تقديم الدعم لدولة تحتاج للدعم فان أول ماتفكر فيه هو كيفية إيصال هذا الدعم للمتضررين أو أصحاب الحاجة الحقيقيين وتحجم بكل تأكيد عندما تسمع أو تشاهد أن ما تقدمه يذهب إلى الأسواق وتستفيد منه مجموعة معينة من السماسرة والأرزقية السياسيين دون أن يصل إلى أصحاب (الوجعة) الحقيقيين فهي بالتالي ستأخذ خط رجعة حتي تتأكد من الشفافية في التوزيع..
والعالم كله اليوم يعلم أن إتجاه الحكومة الكيزانية كلها إلى بورتسودان دون مدن السودان الأخرى كان الغرض الأساسي منه هو السيطرة علي مايرد من إغاثات والتصرف فيها حسب مايخدم مصالحهم بل وإستخدامها كسلاح ضد مليشيات الجنجويد دون مراعاة لحوجة المشردين من الحرب أو المناطق المتأثرة من ذلك النزاع
الحكومة الكيزانية المفروضة على الشعب والتي تطالب بوصول المساعدات عبر البحر هي التي جعلت العالم يتوجس من تقديم الدعم على إعتبار أن لهفة الحكومة عليه ينذر بأنه لن يصل إلى مستحقيه الأمر الذي دفع حاكم إقليم دارفور للسفر الي بورتسودان للوقوف بنفسه علي حصته من الكيكة بدلاً من تفقد أهله بمعسكرات اللجوء بعد أن رفضت كافة الدول إدخال المساعدات إليه عن طريق تشاد وإكتفت بتوزيعها على معسكرات اللاجئين بنفسها هناك..
القول أن دول العالم لم تقدم الدعم اللازم للسودان حقيقية تمثل بعداً آخر أن الفلول هم العائق في ذلك، باصرارهم أولاً على إستمرار الحرب لخلق نوعاً من التوتر يمنع وجود ممرات آمنة لتوزيعها ورفضهم ثانياً أن تقوم المنظمات العالمية بتوزيعها بنفسها فالفكرة لديهم أن يتم إستثمار تلك الإغاثة بالصورة التي يرونها .. أما المواطن البسيط المحتاج لها فعلاً والذي شردته حربهم اللعينة فله الله .. والله موجود وسيجزي الظالمين..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص سيظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة