مقالات وآراء

صفاء الفحل تكتب معارك انتحـارية

معارك الأمس الضارية بين طرفي القتال بمدرعات الشجرة والمهندسين أم درمان أظهرت بصورة واضحة بأن الطرفين (الجنجويد والفلول) يسعيان لحسم حالة المد والجزر المستمرة في هذه الحرب التي دخلت شهرها الخامس دون وضوح للرؤية والتي تستنزف طاقتهما معاً كل يوم، ذلك بالرمي بكل قوتهما في معارك حاسمة الأمر الذي يوضح بأن الطرفان قد بدءا في التراجع ويحاول كل طرف منهما أن يحسم الأمر بإنتصار كبير او نهائي لصالحه يقلب به (الميزان المتعادل) أو ليستخدمانه كورقة ضغط يفاوض بها خلال المفاوضات الحاسمة خلال الأيام القادمة إن لم يكن نصراً حاسماً يرفض به حتي الجلوس بالمفاوضات
الفلول بدأو الشعور بأن العسكر قد سأموا وعودهم المتكررة بحسم المعارك خاصة بعد الصرف الكبير على (نفراتهم) التي إستنزفوا فيها الكثير من أموال بعض الولايات ويخافون أن يرفع العسكر أيديه عنهم لو إستمر هذا الوضع طويلاً خاصة وقد بدأت بعض الأصوات داخل الجيش بالتعالي بضرورة إنهاء هذا القتال والجلوس لمائدة الحوار وحل الأمر بالتفاوض وهذا الأمر يعني نهاية حاسمة للكيزان..
كما أن الأخبار التي وردت بأن علي كرتي قد تواصل مع بعض قيادة الجيش للحصول علي ضمانات بخروج آمن وعدم المطاردة القانونية لأعضاء حزب المؤتمر اللا وطني قد ازعجت الطرف الآخر أو مجموعة هارون التي تنادي ب (بل بس) فحاولوا إثبات أن بإمكانهم تحقيق نصر حاسم يستطيعون به إقناع مجموعة كرتي أن لاداعي للتراجع من الإستمرار في الحرب أو ترك الأمر لتلك المجموعة لمواصلة (التفاوض) حول تلك الحلول الاخري..اذا مافشلوا في النصر ليصبح اللعب علي الورقتين في نفس الوقت
المعارك التي لاتزال جارية علي الجبهتين ستحتاج لبعض الوقت لمعرفة من الذي كسب الرهان فيها رغم أن الأمر برمته لايعني الشعب السوداني كثيراً إلا من جانب واحد وهو أنها ربما تعلن النهاية لهذه الحرب اللعينة، فالقناعة التي يحملها كل سوداني وطني حقيقي بأن انتصار طرف منهما لن يقوده إلى حكم البلاد فالطرفان قد صارا خارج معادلة الحكم بالبلاد والإنتصار، ولو تحقق لواحد من الطرفين لن يتعدى الإنتصار المعنوي فقط ولا مكان له في المعادلة السياسية..
الشعب السوداني الذي يتابع الأحداث وهو يردد (أشغل أعدائي بأنفسهم وعجل بالنصر وبالفرج) ونتمنى أن يبيد كل طرف منهما الآخر إبادة جماعية قال كلمته منذ تفجر ثورة ديسمبر العظيمة بأن هذا الوطن لن يحكم مرة أخرى بحكومة (ديكتاتورية) عسكرية كانت أو جنجويدية وأن لاتراجع عن الدولة المدنية الديمقراطية مهما كان الثمن، بعيداً عن الكيزان واليوم لايهم، فليحسم من يحسم المعركة فقد حسم الشعب السوداني معركته وقال كلمته التي لاتراجع عنها : (العسكر للثكنات والجنحويد ينحل) والنهاية ستكون مدنية بإذن الله..
والثورة مستمرة
القصاص حتمي
والخلود للشهداء
الجريدة

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى