
صفاء الفحل تكتب زيارات مريبة
ولاة القضارف محمد عبد الرحمن وكسلا خوجلي حمد أعرفهما جيدا كما أعرف كافة ولاة الولايات البلاد حسب عملي الصحفي فقد قمت بزيارة تلك الولايات وقاما باستقبالي بكل ترحاب وكتبت عن جهودهما في التنمية والخدمة الاجتماعية وهما في الحقيقة من أفضل الضباط الإداريين وحسب معرفتي بهما أعرف الضغط الذي يعانيان منه خلال هذه الفترة، وصراعهما المستتر مع وحدات الجيش والأمن والفلول بولاياتهم، فقد أقسما لي بغليظ الإيمان أنهما يقفان علي مسافة واحدة من كافة المكونات السياسية وليس هناك (غضاضة) في ذلك فنحن (نسجل) والتاريخ لايرحم واليوم تلجمنا الدهشة وهما يستقبلان ويفتحان الابواب هذه الايام لوفد (المؤتمر اللاوطني) المحظور وينشطان في حراسته وهو يقيم الليالي السياسية وعقد الاجتماعات العلنية مع عناصره.
المؤسف في الأمر أن الولاة والاجهزة الأمنية يعلمان أن الوفد يضم هاربان من أحكام قضائية وهما السفاح احمد هارون وقاطع الرؤوس خلال أسبوع رب رب الفاتح عز الدين وهما يرتعان ويتجولان بسيارة الولاية وتحت حماية أجهزتها الأمنية، بدلا من القبض عليهما وتسليمهما للعدالة أو على أقل تقدير إنكار معرفتهما بوجودهم بالولاية بدلا عن هذا التبجح الغريب..
نحن نعلم بأن العديد من الولاة كضباط إداريين لاعلاقة لهم ب(السياسة) ولكنهم يتعاملون بفقه (دعوني أعيش) ويخافون علي مناصبهم خاصة بعد اقالة ولاة سنار وشمال كردفان للاشتباه فقط بانهما قريبان من قائد الجنجويد حميدتي ونعلم بان جميع الولاة الموجودين اليوم (مريسين ومتيسين) ولايملكون حق إتخاذ القرارات وأن كافة القرارات تؤخذ من قيادات الجيش والأمن بالمنطقة وكنت اتمني أن يمتلك والي واحد الشجاعة ويتقدم بإستقالته ويكتب إسمه في سجل التاريخ قبل فوات الاوان..
الضعف الواضح لولاة الولايات في تنفيذ القانون والمحاباة لطرف على الآخر والذين صار همهم البقاء في مناصبهم سيعمل علي توسيع رقعة الحرب وعليهم تحمل هذه المسئولية التاريخية في هذه المرحلة الصعبة والإهتمام بقوت المواطن والإبتعاد عن تمثيل دور سياسي لأي طرف من الاطراف وألاّ يعتقدون بأنه وفي ظل هذه الفوضى أن لا أحد يتابع أعمالهم وليعلموا بأن كرسي المنصب غير دائم وأن الدائم فقط هي المواقف البطولية الشجاعة وعليهم أن يسجلوا لأنفسهم مواقف تفتخر بها الأجيال بعدهم بدلاً عن هذا الخذلان المريب..
هذه الحرب لن تدوم الي إلى الأبد والذين يديرونها ليسو بخالدين وما سيظل خالداً هو هذا التراب العزيز والمواقف الشجاعة خاصة في أوقات المحن والتي سيسجلها التاريخ الذي لا ينسى أن يسجل المواقف الجبانة وبكل تأكيد فان هذا التخاذل سيكتب في سجلاتهم خاصة وأن ثورة ديسمبر هي التي جاءات بهم لهذه المناصب..
هذه الثورة الخالدة الراسخة لن يوقفها التخاذل والتآمر فقد أصبحت في قلب كل وطني حر ولكن سيخسر هؤلاء الذين فتح لهم التاريخ ذراعيه ليكونوا في ظلال الأبطال الخالدين ولم ينتهزوا هذه الفرصة .. وبهم وبدونهم فان قطار الثورة لن يتوقف ولكنهم هم من سيندمون يوما
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي لاتراجع عنه
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة