
صباح محمد الحسن تكتب الإبـتـزاز السياسي أثناء المعركة!!
تسيطر على عقلية الذين يديرون الحرب فكرة التنافس السياسي اثناء المعارك اكثر من التفكير العسكري الخالص في كيفية تنفيذ خطة إدارة وحسم المعركة ، وإخراجها من مستنقع العشوائية والعبثية ، يظهر ذلك جلياً في الخطاب العسكري للطرفين ،
ولايخلو بياناً واحدا ً للقوات المسلحة او لقائد قوات الدعم السريع من عبارات سياسية ، وذلك يؤكد أن النزال في ارض المعركة سياسي ، السباق فيه نحو السلطة يحتاج الي ( المناوشه ) بالتصريحات السياسية في كل وقت واثناء المعركة ، حتى يحقق كل طرف رضا وتعاطف الشعب السوداني لتحقيق امنياته مابعد الحرب ، الشعب الذي هو في الحقيقة يموت
فالجيش عندما يتحدث في بياناته الرسمية في خضم المعركة لايرتاح له بال إلا بذكر القوى المدنية وأنها تنتظر حلا من قوات الدعم السريع ليحقق لها احلامها المنشودة لواقع ديمقراطي فيما يبرر دقلو حربه (الغبية) أنه يريد ان يحقق بها ذات الديمقراطية المفقودة .
والناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله جاء آخر تصريح له أمس الأول محشوا بالعبارات الأدبية الشاعرية الفضفاضة ، فذكر نبيل أنهم الآن يقفون وقفة إجلال لشعبهم الصابر وقال نعده بأن نكون عند حسن ظنه فليس لدينا أغلى من هذا الشعب وهذه البلد وأن اكثر الناس تشاؤماً لم يكن يتخيل أن تكون المليشيا المتمردة بهذه الدرجة من الإجرام والوحشية بحق شعبنا و أن المتمردين بجرائمهم النكراء أعطوا الشعب فكرة واضحة عن طبيعة الديمقراطية للبلاد هم وأعوانهم) انتهى !!
لكن ماذا يستفيد الشعب السوداني من هذا البيان الأجوف في هذه الأثناء وهل مايقوم به الدعم السريع له علاقة بالديمقراطية التي يريدها الشعب او تريدها القوى المدنية هل هذا الذي يحدث منه يمكن ان يقبله عاقل فدقلو من حقه ان يعبر كما يشاء ليبرر جرائمه لكن لماذا يصر الجيش على تسويق هذه المفاهيم بالرغم من علمه أنها باطلة !!
فجرائم دقلو لاتحتاج الي ان يدمغ الجيش الشعب بالجهل والغباء حتى يبرر له حربه ضد الدعم السريع ، فما ارتكبته هذه القوات لايحتاج أن ترهق المؤسسة العسكرية نفسها ب( فبركة ) او شائعة او استغلال سيء للخطاب (الدقلوي) لتستخدمه في القصف السياسي ضد المدنيين .
كما أن الإستناد الهزيل على (ديمقراطية حميدتي) ما هو إلا نوع من الإبتزاز السياسي الذي يمارسه الجيش لخدمة الجناح التنظيمي في المعركة لأنها قطعا لا تخدمه عسكريا فنبيل قصد ان يصور الديمقراطية بكاميرا الدعم السريع ليعكسها صورة مشوهة للشعب ليقل له إن هذه هي الديمقراطية التي تنتظرها ويفوت عليه ان الشعب اكثر وعيا من هذا التسويق الرخيص فهو لاينتظر ديمقراطية دقلو ولا ينتظر ديكتاتورية الأنظمة الباطشة المجرمة /
الشعب سيحقق مايريد بنفسه ، او سيحققه له القدر الذي ربما أوجد هذه الحرب فقط لتكون سببا لزوال حكمكم العسكري وزوال امبراطورية دقلو ونهاية الحكم الإسلامى بكافة اشكاله للأبد .
ليترك نبيل الآن القول السياسي ( همزاً و لمزاً ) وليحدث الناس ويبشرهم عن موعد النصر وحسم المعركة عن كيف ومتى سيكون!! .
طيف أخير :
لا للحرب …
شكرا لتنسيقية لجان مقاومة الخرطوم شمال التي أصدرت بيانا بالأمس أعلنت فيه ترحيبها بحملة الأعلام البيضاء ..لاللحرب
بعنوان ( الأعلام البيضاء واردة السلام ) ، شكراً وعليكم السلام .
الجريدة