
“رجال” اخر الزمن : البرهان في بدرون .. وعقار يخشى الخروج للشارع .. وحميدتي “مختفي”!!
كتب : بكري الصائغ
ما ان جاءت الأخبار في شهر نهاية أبريل الماضي ٢٠٢٣م وأفادت بهروب مبارك الفاضل المهدي الي القاهرة مع أسرته بعد وقوع المعارك في العاصمة المثلثة تاركا خلفه المنزل والحزب وآل المهدي ، حتي امتلأت المواقع بالتعليقات الساخرة علي هذا الهروب المذل لشخصية يعتبر نفسه حفيد المهدي الكبير!!، هروب مبارك يعتبر -بكل المقاييس- عمل مخزي الى الحد البعيد وفضيحة بجلاجل ، وما كان الواجب عليه ان يهرول بالخروج من البلاد وهو من سلالة الامام/ محمد احمد المهدي المناضل الذي حارب ببسالة شديدة وضراوة قوية اعداءه ولم يهرب من المعارك التي خاضها واستطاع ان يقضي علي الجنرال/ غردون ويحرر الخرطوم من سيطرة القوات البريطانية كان الواجب ان يقتدي بالمثل المعروف “ان لم يكن الموت بد فمن العار ان تموت جبانا”.
كان من بين التعليقات الساخرة: كيف بالله يهرب مبارك من بلاده التي فيها مدفون جده ، ويترك امدرمان والقبة ومسجد ود نوباوي والطابية للغزاة يعيثون فيها فسادا ؟!!، كنا نعتقد انه سيصمد ويقاتل علي اعتبار ان المثل المعروف (هذا الشبل من ذاك الاسد) ينطبق عليه!! .
قمة “العبط والهبالة” كان في ذلك البيان الذي صدر من حزب الامة بعد هروب مبارك برر فيه سبب الهروب وجاء فيه :
“أيها الأخوه الأفاضل ونتيجة لهذا الاستهداف الواضح والفاضح قررت قيادة الحزب ضرورة خروج السيد رئيس الحزب ليس فقط تأمين لحياته المستهدفه بل لكي تتاح له حرية الحركة للإتصال بالأشقاء والأصدقاء والإعلام العالمي والإقليمي لشرح حقيقة ما يحدث في السودان من مخطط شرير لاستلام السودان بالقوة المسلحة وترويع المواطنين ، ولقد ظل الأخ الرئيس رافضا الخروج ولكنه وبعد إلحاح من قيادات الحزب قدر منطق قيادات الحزب ووافق على الخروج.”.-أنتهي-
قبل هروب مبارك الي القاهرة ، كان هناك ايضا خبر اخر محبط للحد البعيد نشر في كثير من المواقع السودانية والصحف العربية في يوم الاثنين ١٥ / مايو الماضي وافاد (ان مصادر عسكرية اكدت ل”مورنينغ نيوز” على توقف الجهاز التنفيذي تماما في السودان عن القيام بمهامه تجاه المواطنين منذ اندلاع الحرب ، واشارت المصادر الى اختفاء وزيري الداخلية والخارجية ، وبقيت هواتفهم مغلقة وانقطع التواصل معهما بصورة تامة ، وبناء علي هذا الاختفاء المبهم قام رئيس مجلس السيادة البرهان واصدر قرارا بإعفاء وزير الداخلية المكلف مدير عام الشرطة ، وأصدر ايضا قراراً قضى بإعفاء الفريق أول شرطة حقوقي/ عنان حامد محمد عمر من منصبه كمدير عام قوات الشرطة وتكليف الفريق شرطة حقوقي خالد حسان محي الدين بمهام مدير عام قوات الشرطة) -إنتهي الخبر-.
وما كدنا نلملم انفاسنا من هول ما يجري حولنا من انتكاسات خلفتها عمليات هروب واختفاء وزير الداخلية والخارجية ومبارك الفاضل وسفر اللواء/ برمة الى لندن للاستشفاء ومراجعة أطباءه بعد تعرضه في الفترة الماضية لوعكة صحية ، حتي امتلأت المواقع الالكترونية بتساؤلات القراء عن سبب اختفاء الجنرال/ البرهان بصورة لم تعد تخفي علي احد!! .
..سؤال اين هو الان؟!! شغل الجميع داخل السودان وفي الصحافة الاجنبية ؟!!.. عشرات المرات تساءلت الجماهير لماذا اختفت اخباره وانعدمت تصريحاته؟!!، ولماذا لم يدلي الناطق الرسمي للقوات المسلحة بتصرح يضع فيه النقاط فوق الحروف ويزيل علامات الاستفهام حول غيابه؟!! .
برز سؤال قوي وسط المواطنين مفاده، هل حقا ما يقال، ان “حميتي” اجبر البرهان علي الاختباء في بدرون مسلح بالقيادة العامة؟!!، واذا الاجابة بالنفي لماذا لا يخرج اذا البرهان للعلن من مخبئه ليؤكد للشعب ورفقاء السلاح انه بخير؟!!، لماذا لم نسمع انه يقود بنفسه المعارك ومتواجد في أماكن القتال؟!!، لقد سبق ان عمل البرهان ضمن الكتيبة السودانية التي حاربت في اليمن وكان عنده هناك ظهور،فاين ظهوره اليوم في معارك السودان؟!! .
وكما قالوا في المثل المعروف “المصائب لا تاتي فرادي”، جاء خبر جديد ليكشف حال الناس الكبار المهمين بجلاء ووضوح في سودان اليوم ، فقد بثت قناة “الغد” -في يوم الخميس ٢٢/ يونيو- حوار ساخن مع مالك عقار/ رئيس مجلس السيادة الانتقالي رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ، جاء في مقطع من الحوار وقال :
” الدعم السريع خلقت من العدم ..الجيش لم ولن ينهزم.. لا أستطيع الخروج للشارع خوفا من أن تصدمني سيارة”!!” .
لم تكن اختفاءات : البرهان ، مالك عقار ، كباشي ، ياسر ، الفريق شرطة حقوقي/ عنان ، وزير الخارجية المكلف/ علي الصادق ، ومبارك الفاضل ، هي فقط محل تساؤلات الملايين ، بل كان هناك ايضا سؤال ما زال يبحث عن اجابة حول اختفاء “حميدتي” الغامض المبهم ولم يظهر في العلن الا من خلال عدة أشرطة فيديوهات قصيرة رد بها تساؤلات الناس وان كان هو حي يرزق؟!! ام اغتيل في غارة جوية كما جاء في المواقع السودانية ؟!!… السؤال حول اختفاء “حميدتي” لا يقل باي حال عن نفس اهمية السؤال عن اختفاء البرهان.
السؤال حول أين اختفى الفريق/ عبدالرحيم دقلو الرجل الثاني في “قوات الدعم السريع “،؟!! وجد ايضا تساؤلات عديدة من قراء كتبوا سالوا عن مصيره في مواقع التواصل الاجتماعي.
لا حاجة لان اكتب عن اختفاء : عمر البشير ، نافع علي نافع ، علي عثمان ، عبدالرحيم حسين ، بكري حسن صالح ، احمد هارون ، ابراهيم غندور ، علي الحاج ، عوض الجاز ، علي كرتي ، الفاتح عزالدين ، مريم الصادق ، موسي هلال ، فهم لم يعودوا محل اهتمام ، ولا اصبحت اخبارهم تهم القراء.
اخيرا ، هذه الحرب رغم ما فيها من مساوئ الا أنها كشفت معدن كثير من الشخصيات السودانية التي شغلت الساحة السياسية والعسكرية طويلا.. ولم نكن نعرف انهم عند الملمات و”الزنقة” اول الفارين للخارج او مختبين عن العيون!!! .