
ماذا يُريد هؤلاء بالسودان وأهله..؟
أما يكفي البلاد ما حلّ بها من فساد وانهيار للاقتصاد ومُعاناة للعباد ..؟
أعيانا اللهث المُضني وراء ما لا يُفيد وتركنا المُفيد ، نتصفّح في هواتفنا دوماً حتى لا يفوتنا الجديد من الأخبارلا سيّما المدعومة بالفيديوهات والصور التي يدفع بها نُشطاء الوسائط كُل لحظة ، ظللنا نتلهّف لما تضُمُه في أحشاءها ونُسهِم بجهل فاضِح في انتشارها فيما بيننا وننتظِر ما تُسفِر عنه التعليقات وتلك الأراء المُشاترة والكُل يجتهِد في النظر عبر الزاوية التي يُريد ، يسعى البعض ويجتهد في حصد أكبر عدد من اللايكات والتعليقات ولا ينسى أن يدعم منشوره حتى يتحقّق له ما يُريد بكُل ما هو مُخالف للأخلاق والقيم في سبيل أن يُحقق الانتشار المطلوب وكم من منشورٍ (كاذِب) وجد حظه من الانتشار تأثر به حتى من لا علاقة لهم بالوسائط وألحق الضرر بأبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فيه والشواهد والمشاهِد على قفا من يشيل ..
أرسل لي أحد الشباب (من معارفي) رسالة رقيقة يُكَذِب لي فيها ما انتشر في الوسائط من صورٍ لمجموعة شباب ضمتهم إحدى صالات الخرطوم لم يتحرى الصدق فيها من جاء بها ، صور انتشرت بسرعة كبيرة في الوسائط وما ساعد في انتشارها وصف الناشر (الكاذب) لها بأنّها احتفائية اجتمع لها الشباب للاحتفال بميلاد الشيطان تدعمها الماسونية..
لم نتروى وذهبنا كعادتنا نكيل الشتائم ونصُب في لعناتنا ونُصوّب في سهامنا السامة تجاه أولياء أمور هؤلاء الشباب (المُترف) الضائع ونتساءل بخُبث لماذا تركتموهم (للماسونية) ولعبادة الشيطان وألهتكُم وظائفكُم وأموالكُم عنهم وذهبنا بعيداً نلعن في زماننا وفي سوء تربية أبناءنا ونحنُ نراهم أمام أعيُننا يذهبون بعيداً عنّا وقد ضربوا بالدين والأخلاق السمحة عرض الحائط بتركهم لعبادة الرحمن واهتمامهم بعبادة الشيطان ولم يسلم السودان ولا النظام بالطبع من السب والحكاية كُلها كذب في كذب ونجح (الكاذب) الناشِر في حصد ما تمناه من انتشار ومُتابعة للصور ..
قال لي الشاب في رسالته وقد كان ضمن أحد حُضور تلك الاحتفائية بأنّها معرض للمجلات العالمية المُصوّرة (Comic Convention) الأول في السودان ( سوبر مان ، بات مان وكونان وغيرها من مجلات الشباب الصغار بجانب معرض لبيع المنتجات الصغيرة كالدبابيس والمحافظ والعلّاقات والكتب المقتبسة من الألعاب والمسلسلات الكرتونية اليابانية والأفلام الاجنبية واختتموا ليلتهم تلك بمسابقة تنكرية شارك فيها شباب يلبسون أزياء من لعبة الكمبيوتر الشهيرة جداً والمعروفة بينهم (Alice madness returns) وأيضاً أزياء من الفيلم الأمريكي الساحرة (Maleficent) بطولة أنجلينا جولي وانتهت ليلتهم تلك بالحفلة التنكرية والتي انتشرت صورها واتهموهم فيها بالماسونية وعبادة الشيطان..
ومن يُشكك عليه بالانترنت ومشاهدة صور اللعبة والفيلم..
إلى متى يستمر مُسلسل الكذب الضار في الوسائط وما فينا يا هؤلاء يكفينا..؟
الجريدة