
السيد معتز موسى رئيس الوزراء، قال إن السودان بحاجة إلى (20) سنة فقط، أي بحلول العام 2038، ليدخل نادي الدول العشرين الكُبرى.. أو ما يُطلق عليها مجموعة (G20).
وفي تقديري؛ السُّودان يحتاج إلى أقل من ذلك بكثير.. ربما أقل من (10) سنوات كأعلى تقدير.. بحكم ما نملكه من موارد طبيعية وبشرية.. ولكن!! وما أفجع لواكن هذا البلد الملكون كَمَد!
أول شروط تحقيق النهضة المُوجبة لدخولنا نادي المائة الأوائل فضلاً عن العشرين، أن نَتَأكّد من أنّنا في المسار الصحيح، سلامة البوصلة.. حتى لا نكتشف بعد فوات الأوان أنّنا كُنّا نُسافر في صحراء التِّيه.. بلا دليلٍ.
فهل السودان الآن في الاتجاه الصحيح؟ المُوجب للنهضة.. أترك السؤال للسيد رئيس الوزراء الذي أول وعد قطعه لأهل السودان أن يحل مُشكلة “السُّيولة” في مائة يوم.. أي ربع زمن المُباراة المُتاحة له.. فهو القائل إنّ عُمر حكومته (400) يوم.. وبحساب المَشاكل والأزمات المُتراكبة، فإنّ معتز في حاجةٍ مَاسّةٍ للعشرين سنة القادمة لحلها.. مُجَرّد الخُرُوج من النفق المُظلم.
في تقديري؛ أنّ السيد رئيس الوزراء ومن واقع التصريحات المُتواترة التي أدلى بها في الأيام القليلة الماضيات لا يزال يتلمّس طريقه بالعصا البيضاء.. مثل تلك التي يَستخدمها فاقدو نعمة البصر.
والصحيح أنّ السيد رئيس الوزراء يحتاج فعلاً إلى (الصدمة).. ليس صدمات صاعقة كالتي يتلقّاها المرضى النفسيون، بل صدمة (الخُرُوج عن الصندوق) والتفكير الحُر المُتجرِّد من المُسلّمات والثوابت القديمة البالية.. صَدمة تَغيير منهج التفكير.
تذكرون أنّني كتبت هنا قبل شُهُورٍ، وذكرت لكم سؤالي للسيد وزير المالية والاقتصاد في دولة تركيا، قلت له من أين نبدأ لنُحقِّق ما أنجزته تركيا من نجاحٍ في عشر سنوات قفزت فيها من المرتبة بعد المائة إلى تخوم العشرة الأوائل..؟ ردّ الوزير التركي بكل ثقة (أبدأوا من حُقوق الإنسان..)..!
وصفة مُجَرِّب واضحة لا تحتاج إلى بيانٍ.. الطريق إلى النّهضة يبدأ من الإنسان، ففاقد الشئ لا يُعطيه.. الإنسان هو صَانع التّنمية، وقيمة ما يصنعه من قيمة الصانع.
من هنا تَتَحَقّق (الصدمة) التي نَطَقَ بها السيد رئيس الوزراء من أول يوم في الكرسي.. الصدمة الحقيقية المطلوبة هي أن تتغيّر مفاهيم الدولة.. وتدرك أن ترفيع قيمة الإنسان السُّوداني هي أول خطوة في طريق النهضة.. الحُرية هي أكرم ما كرّم الله به الإنسان.. ومن هنا تبدأ حُقُوقه.
الطريق إلى العشرين الأوائل.. يبدأ من هنا.. فهل السيد رئيس الوزراء قادرٌ على تَحَمُّل (صدمة) مثل هذه المطلوبات الحتمية للنهضة؟!
وعلى رأي شاعرنا المُتنبي:
ومن قصد البحر استقل السواقيا..
التيار