
عثمان ميرغني يكتب بداية جيدة.. ولكن!!
ثلاث مرات قَرّأت أمس تصريحات الدكتور عمر محمد صالح، الأمين العام لمجلس الوزراء، التي لَخّصَ فيها تفاصيل الاجتماع الأول للتّشكيلة الجديدة.. حاولت أن أتلمّس اتجاه رياح الحكومة الجديدة.. وبصورةٍ عامةٍ أعتقد أنّ رئيس الوزراء الجديد معتز موسى اختار نقطة بداية جيدة.. وملامح لاستنباط خُطة تتدارك الأوضاع.. ولكن!!
مَنَحَ معتز، الوزراء 24 ساعة لتقديم مشروعاتهم.. وربّما ذلك لاستشعاره قيمة الزمن وضيق مساحة الملعب.. تماماً كَمَا كتبت هنا منذ أول يوم أُعلن فيه رئيساً للوزراء.. وقلت إنّها مُباراة على قَدر المَلعب لا مَهارة اللاعبين.
(لكن) الحتمية هنا.. اختصرها في سؤالٍ محوري… هل الوزراء قَادرون على استنباط المَشروعات والخُطَط؟ لا أقصد تسفيه مُؤهِّلاتهم وخبراتهم، بل أتَحَدّث عن مَن كان حتى قبل يومين لا يعلم أن المقادير ستلقي به في كرسي الوزارة، كيف له أن يَستوعب مَهامها وخُططها وإمكانياتها.. ليخرج بخُطة في فترة سماح لا تتعدّى الـ (24) ساعة.. ساعتان بحساب المُتاح من (فراغ) خلال اليوم لإنجاز هذه المُهمّة العاجلة.
بكل يقينٍ أما أن الوزراء هم من سلاسة جن سليمان الذي قال له (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك..).. أو أنهم – مثل التلميذ الذي دَاهمه الامتحان بلا استعدادٍ – فيعمدون إلى فقه الضرورة فـ(ينجرون) خُططاً منزوعة الفهم والجدوى..
تَمَنّيت لو أنّ رئيس الوزراء الجديد أدرك أنّ كلمة السر في الفشل المُزمن هو غياب المُؤسّسات.. واعتساف الخُطط من عبقريات الذين ما أن يُغادروا كرسي الوزارة حتى تُغادر معهم خُططهم.
في قوام الدولة مُؤسّستان مُهمّتان، الأولى هي (المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي)، والثانية (الجهاز المركزي للإحصاء).. من الحكمة أن يعهد إليهما بالمُهمتين.. الأولى لاستنباط الخُطط، والثانية للمُتابعة بالأرقام والإحصاءات لمُراقبة الأداء وتقويم مسار الخُطط في حالة اختلال جداول التنفيذ..
تصحيح أوضاع المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي هو البداية الحَتمية المُناسبة، والأمر لا يحتاج إلا لإعادة هيكلة واستيعاب مَزيدٍ من العُقُول والخُبراء، وقبل كل ذلك نَقل مقر المجلس من موقعه الحالي إلى المبنى الضخم الذي يقع شمال مسجد القوات المُسلّحة..
هنا يجب أن يكون العقل المركزي لخُطط الدولة.
التيار
هو يعني الناس ديل لحدي الان ما عندهم اي خطة ؟