مقالات وآراء

زهير السراج يكتب عن مقتل شاب على أيدي الشرطة : هذا هو المجرم !!

الكاتب زهير السراج

* والله الواحد محتاج لكتابة اكتر من عشرين عمود فى اليوم لملاحقة الأحداث فى البلد، موش عمود واحد فقط .. كل يوم وباء، وكل يوم ضحايا جدد، وكل يوم مهزلة حكومية جديدة .. وكل يوم رغيف مافى وبنزين مافى وكهربة مافى وقروش مافى، ويطلع مسؤول يقول ليك مافى أزمة سيولة، دى أزمة كاش، ويهدد بجر من يروجون لوجود أزمة سيولة للحراسات والمحاكم، ويطلع مسؤول يشتم فى الناس، وواحد عايز يلقِّط العقارب ويبيعها فى الخارج، وواحد يقول ليك سبب البرك والطين إنو المطرة نزلت من السما لكين أبت تنزل فى الواطة وده ما شغلنا ده شغل ربنا .. ورئيس كل يوم يوعد ويخلف ويخلف ويوعد، وكل يوم قصص وبلاوى ومآسى ..عليكم الله ده حال (عمود واحد) ولاَّ جريدة كاملة .. الله يرحمك يا (محمد طه محمد أحمد)، كان بيكتب كل يوم عموده فى جريدة كاملة، 12 صفحة، ويخلى شوية المساحة البتفضل، كان ربع صفحة، كان نص صفحة لباقى الصحفيين المتدربين يتدربوا فيها !!

* قبل ان ينتهى التحقيق فى جريمة مقتل شاب فى أم درمان داخل عربته بواسطة رجال الشرطة، والناس تعرف الحاصل شنو مع الضجة الكبيرة التى صاحبت الجريمة، والحيثيات الغريبة التى بررت بها الشرطة قتل المجنى عليه، بإنو كان معاهو بت فى العربية، كأنو البنات قنابل نووية أو صواريخ باليستية أو إرهابيات دوليات، أو غير مسموح لهن بركوب العربات وإلا عد ذلك جريمة موجبة للقتل الفورى .. حتى إرتكبت الشرطة جريمة أخرى بنفس الطريقة وذلك باطلاق الرصاص مباشرة على جسد الركاب، مع اختلاف المكان والحيثيات، فالمقتول لم تكن معه بت هذه المرة، وإنما ولد ــ وا ولد : واو، لام ، دال ــ وما معروف الشرطة حتقول شنو المرة دى (قتلوه عشان معاو ولد ولا شنو ؟) ، أما المكان فهو الخرطوم .. ولم يصدر أى بيان من الشرطة عن الجريمة حتى هذه اللحظة، وما سردته عليكم هو ما أدلى به (عم) المجنى عليه لصحيفتنا أمس !!

* لا اريد أن أقول مرة أخرى، أو بالأحرى للمرة العشرين ــ فلقد سئمتُ وسئم القراء التكرار ــ بأن السلوك الدكتاتورى الإرهابى القمعى الذى يسلكه تنظيم الاخوان الفاشى ضد الشعب، وآلة القمع الموجهة نحو الناس، والحصانة القانونية (الممنوحة بغير حق) للمسؤولين فى الدولة والقوات النظامية التى تحميهم من العقوبة، والمثول أمام القانون، هى التى تجعل المسؤول يأكل المال العام، والشرطى يفرع بندقيته فى صدر المواطن، بلا خشية من سؤال ولا عقاب .. فلماذا نلوم المسؤول على ما يسرقه، والشرطى على من يقتله أو يطاردها فى الشوارع .. فالنظام بأكمله هو المسؤول، وليس فقط المجرم الذى ارتكب الجريمة .. النظام الفاشل المجرم الذى أفرز حكومات فاشلة مجرمة، أفرزت مؤسسات فاشلة مجرمة، أفرز أشخاصا فاشلين مجرمين .. هذه هى الحقيقة التى يجب أن تُقال، وليس شيئا غيرها !!

* خذوا بالله عليكم موضوع التشكيل الحكومى .. هل يعقل ان تقع كل مرة يُعلن فيها عن تشكيل حكومى جديد مشكلة تضع النظام الفاشل موضع السخرية فى الداخل والخارج، مرة يشمل الاختيار شخصا بشهادات مزورة فيضطر النظام لسحب هذا الشخص فى اللحظة الاخيرة من أداء القسم، ولولا انتشار فضيحة الشهادات المزورة على وسائل التواصل الاجتماعى لما سحبه النظام .. ومرة يضطر النظام لتأجيل أداء القسم للحكومة بأكملها لعدم التيقن من موافقة بعض من وقع عليهم الإختيار للمشاركة فى الحكومة، فهل هى مهمة صعبة أن يتأكد النظام من موافقة المشاركين أو صحة معلوماتهم، أم انه يعتقد أن فضائح المزورين ستظل فى الخفاء، وأن من اختارهم سيأتون مهللين مكبرين لاختيارهم، وليس من حقهم الاعتذار وإلا إستل الباشكتبة أقلامهم الصدئة واتهموهم بالخيانة وعدم الوطنية؟!

* لم يعد هنالك ما يقال أو يكتب عن فشل حكومة، أو إخفاقات مسؤولين، أو جرائم أفراد .. فهو ليس فشل حكومة أو إخفاقات مسؤولين أو جرائم أفراد .. إنما فشل نظام بأكمله، لا يوجد أى امل فى الاصلاح بدون إنتزاعه من جزوره، وإسقاطه ومحو تاريخه بإستيكة، ومحاسبته سطرا سطرا ونقطةً نقطة على كل ما ارتكبه من جرائم وأخطاء !!
الجريدة

بواسطة
الكاتب زهير السراج
المصدر
الجريدة

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى