مقالات وآراء

هنادي الصديق تكتب عن فشل التعديلات الوزارية السابقة والجديدة .. المطلوب قبل الصدمة

الكاتبة هنادي الصديق

هنادي الصديق/ وما بين محطة التعديل الوزاري أشهر 2017، وتعديل 2018 مجرد اشهر، وما بين حكومة الإنقاذ الوطني وحكومة الحوار الوطني فاصل وهمي أو متوهم .

والذين هللوا وكبروا للتعديل الأخير لن يلبثوا أن يذوقوا مُرَ التعديل قريباً جداً وستنتهي فرحتهم كما تنتهي (حلاوة قطن) في فمهم بعد أن يتأكد لهم حجم الورطة التي أوجدهم فيها النظام.

نظام الإنقاذ لا زال ممسكاً بالريموت كنترول في يده، والرُخَ، يحرك رقع الشطرنج كيفما أراد وحسب المزاج، وبضغطة زر واحدة نجد ذات الشخوص من أصحاب الشعر الرمادي واللحى البيضاء يتنقلون من مكان لمكان في ذات الرقعة دون بذل أي مجهود، فقط (المحبة في الله) ممن في يده القلم.

أحزاب وهمية وأخرى مصنوعة حجزت مكانها بسرعة، وأشخاص أثبتوا فشلهم الذريع في كل المهام التي أوكلت اليهم وعادوا يقدلون مرة أخرى ولسان حالهم يردد: جيناكم يا حبايبنا..

(المعدوم شنو)؟ البلد بلدهم يا سادة ونحن مجرد ضيوف ثقيلي الظل، يجيبوا ويشيلوا زي ما عايزين ونحن نجيد بإقتدار لعب دور الكومبارس.

نصفق أحياناً ونسب ونلعن أحيان اخرى ولا مساحة لرد فعل واحد لكل ( الافعال والفعايل ) التي قام ويقوم بها النظام حتى اليوم.

المشكلة التي يعتقدون انها انتهت بذهاب عشر وزراء.. لا زالت قائمة لأن رواتب ومخصصات جميع الوزراء لن تكون علاجاً ولو وقتياً في ظل إستمرار الأزمة السياسية القائمة وفي ظل ضعف السياسات لذات العقليات المتحجرة، وإنسداد الأفق وتكلَس الإرادة، وفي ظل وجود جيوش وزراء الدولة ومساعدو الرئيس والمستشارين ووكلاء الوزارات ومدراء الادارات وتكدس عشرات آلاف الموظفين في مكاتب الدولة، في الوقت الذي تخلو فيه الحقول والمشاريع الزراعية والمصانع من العمالة ومن أصحاب التخصص الذين يشكلون نسبة عالية جداً من العطالة في سوق العمل بالسودان والاتجاه لإمتهان حرف ومهن أخرى.

الأزمة لا زالت قائمة ولن تنتهي بـ(العلاج بالصدمة) كما قال رئيس الوزراء الجديد،، الأزمة لا ولن تنتهي بذهاب وزير أو ألف وزير دولة، ولن تتم معالجة القضايا العالقة بسياسة المحاصصات والتسويات غير المجدية، ووجود حملة السلاح داخل الحكومة بدون مؤهل أو دون أن يكونوا من أصحاب الخبرة والتأهيل يظهر جلياً في تردي الأوضاع وتدهورها أكثر من ذي قبل.

تجريب المجرب في حد ذاته صدمة، إن ما يحتاجه المواطن حسب تصريحات المسؤولين، حكومة رشيقة تستجيب لمتطلبات الشعب في حياة حرة كريمة وإعادة الأمل إليه، مؤكد هو حديث لا يدخل دماغ أصغر طفل، لأن المطلوب ليس تصريحات تخدير ولا حروف مسكنة، المطلوب وضع السياسات القائمة على التخطيط العلمي وتنفيذها وفق ذات الأسس العلمية.

وإستصحاب تجارب ناجحة لدول صارت مثالاً يحتذى.

 

الجريدة

بواسطة
الكاتبة هنادي الصديق
المصدر
الجريدة

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى