مقالات وآراء

زاهر بخيت الفكي يكتب ما من جديد يا مُعتز ..!!

الكاتب / زاهر بخيت الفكي

زاهر بخيت الفكي / من الحكايات السياسية الطريفة التي تناقلتها الوسائط إبان طُوفان الربيع العربي أنّ أحد رؤساء العرب حدّث شعبه في خطاب تاريخي عن كم الانجازات التي تحققت خلال سنوات حُكمه الطويلة لهم ووعدهم بالمزيد منها في المُستقبل القريب ولم ينسى أن يّذكرهم بطريقة تفكيره المُختلفة في ادارة شأن البلاد عن بعض الرؤوساء الذين لفظتهم شعوبهم وقتها وذلك لانفرادهم بالحكم وديكتاتوريتهم التي لم تُتيح الفرصة لشعوبهم للمشاركة معهم في الحُكم وهُنا يكمُن الفرق بينه وبينهم وزيادة في الديمقراطية والشفافية فقد ترك لهم الخيار ومُطلق الحُرية في ترشيح أحد أبناءه للجلوس مكانه (عندما) يتنحى ..
لم يتفاجأ الشارع السوداني بتشكيلة الحكومة التي أعلنها رئيس الوزراء الجديد مُعتز موسى وكما توقع الناس بأن لا جديد فيها يُذكر وكما توقعوا غالباً ما يتبادل أحمد حقيبته الوزارية مع حاج أحمد وهكذا ظلت تدور ساقية الإنقاذ ، ظلت تُعيد توزيع الأدوار كُل حين وتذهب مناصبها إلى أسماء بعينها قدموا لها كُل فروض الولاء والطاعة ولم يُقدموا للسودان وأهله شيئاً يذكُره لهُم التاريخ ، تشكيل يتبعه آخر وما من أزمة إلّا وأعقبها تشكيل وزاري ينشغل به الناس عن أزماتهم ويتفاءل به القليل من أهلنا البُسطاء وينتظرون نتائجه التي لن تأتي..
أزمة الاقتصاد الماثلة أكبر بكثير من أن تُحل بتبادل المقاعد وأكبر من أن تُخفض لها بعض الحقائب الوزارية أو تُدمج وزارات مع بعضها ولن تُحل حتى لو تمّ إعفاء كُل الوزراء من مناصبهم واُغلقت كُل وزاراتهم ، فقط سيذهب الوزير إلى موقع آخر رُبما أكبر في مُخصصاته من الوزارة وسيظل بقية موظفي الوزارة ومسؤوليها في مواقعهم يتمتّعون بما كانوا يتمتعون به من قبل ، ما أفسدتموه خلال العقود التي مرت لن تُصلحه التعديلات الوزارية ولن يتعافى الاقتصاد بالصدمات (المزعومة) مهما كانت قوتها ..
السودان ينتظر يا هؤلاء وزراء (خبراء) تُديرهم المؤسسات لا الأفراد ولا عنتريات بعض أصحاب السُلطة ، خُبراء كُلٌ في مجاله ينفذون في خُطط موضوعة ومطبوخة على نار هادئة ما من مجال لتدخُل زيد النافذ في الحزب الحاكم أو عبيد في إيقافها أو أن تحول السياسات العبثية الفطيرة دون تنفيذها وهذا لن يتأتى عبر من نالوا حظهم الوافر في حُكم السودان وجلوسهم على مقاعد الحُكم فيه عقود من الزمان ولم يُفلحوا في الوصول به إلى بر الأمان وتحقيق الكفاية والرفاهية المرجوة بل عادوا به إلى زمانٍ أسوأ بكثير من كُل الأزمنة التي سبقت زماننا الذي أنقذونا منه حسب زعمهم..
بمناسبة المؤسسات والخبراء..
تتحدث الوسائط عن قفز الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله حمدوك من مركب التشكيل الوزاري قبل أن تطأ قدماه وزارة المالية وزيراً لها بعد ساعات من إعلان إسمه ضمن تشكيلة معتز موسى ..
الجريدة

بواسطة
الكاتب زاهر بخيت الفكي
المصدر
الجريدة

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى