مقالات وآراء

اسماء جمعة تكتب : شباب في حماية الدولة والثورة

شباب لجان المقاومة هم جزء من قطاع الشباب العريض الذي أنجز ثورة ديسمبر المجيدة، منهم من استشهد ومنهم من أصيب ومنهم من يقف الآن في حراسة الثورة وفاءً للوطن ولدماء اخوتهم التي أصبحت وقوداً يحرك الثورة ونوراً يهتدي به الوطن إلى رحاب الحرية والسلام والعدالة. هؤلاء الشباب يقومون بدور مهم في مراقبة عمليات الفساد ومقاومة الحرب الضروس التي يشنها كوادر النظام المخلوع أملاً في إفشال الثورة، وللأسف يساعدهم بعض المواطنين بسلوكهم الأناني .
الشباب في لجان المقاومة يقومون بأعمال جليلة وعظيمة منذ أن أسقطوا النظام المخلوع ولم يتوقفوا، هذه الأيام يقومون بسد الثغرات التي ينفذ منها الفساد، فيراقبون انسياب الدقيق والوقود والسلع والخدمات المختلفة، وقد كشفوا لنا أن هناك أزمة أخلاقية كبيرة في مجتمعنا السوداني هذا أكبر مما كنا نتوقع، أزمة أصبحت عبئاً إضافياً على الحكومة الانتقالية التي لم تعد تعرف تحارب ماذا أو من، فساد النظام السابق والتمكين وكوادره المجرمين، أم المواطنين الذين يتكسبون من أزمة أهلهم، وحقيقة لم تجد أصدق وأوفى من الشباب لتستعين بهم .
قبل يومين اكتشف الشباب بلجان مقاومة أركويت كميات كبيرة من الدقيق المعد لصناعة الخبز ملقى في (كوشة) بالقرب من المدينة الرياضية ما كان لأحد أن ينتبه إليه غيرهم، الدقيق معبأ في نفس جوالات الشركات وكانت تحمل ثلاث علامات مختلفة لثلاث شركات، مما يعني أنه تم جمعه من عدد من المخابز، في ذلك اليوم شهدت المناطق القريبة من تلك المنطقة أزمة خبز كبيرة كما قالوا، وهي رسالة واضحة باستمرار الحرب ضد الثورة، ومثل هذه الأحداث يجب عرضها في وسائل الإعلام الرسمية ليعلم الناس أي شياطين يحاربون هذا الشعب.
ما تكشفه لجان المقاومة ما كان لأحد أن يكشفه لا جيش ولا شرطة ولا حتى أمن، ولذلك نرجو من المواطنين مساعدتهم وإرشادهم ونصحهم والتعامل معهم دون انفعال، وهناك من يحرض عليهم ويحاول الإيقاع بينهم وبين المواطنين حتى يسهل على كوادر النظام المخلوع استقلال الخلافات وتعميق الأزمات.
حقيقة ثورة ديسمبر جعلت السودان كله مكشوفاً للشعب ويمكن رؤية أي فاسد أو انتهازي، وكشفت من هي الفئة الأكثر جدارة برعاية وحماية هذا الوطن، وقد فاز الشباب عن جدارة، وحقيقة أمر مدهش أن تنجب الأجيال التي تحملت عبء الإنقاذ 30 سنة مثل هذا الجيل الرهيب الذي خرج واعياً محباً للنزاهة والشرف والاستقامة، رغم أنه ولد في دولة موبوءة بالفساد، وما زال الفساد يحيط به من كل جانب وهو يقاوم، جيل يعمل الآن بعزيمة ليعلم الأجيال الأكبر منه معنى الضمير والأخلاق والقيم، يعمل من أجل حماية الثورة والدولة لصناعة مستقبل السودان.
ونقول للشباب في لجان المقاومة احرصوا على كسب ود المواطنين وشهدوهم على المخالفات التي تجدونها وأصبروا على الأذى، وحقيقة يجب أن ينتبه الإعلام ويقوم بعكس إنجازاتهم و توعية الجماهير بضرورة دعمهم، ويجب أن تكون الشرطة قريبة منهم للتدخل والردع.
عموماً نحي الشباب في لجان المقاومة وكل الشباب الحادبين على وصول ثورتهم المجيدة إلى مرفأ الحرية والسلام والعدالة من أجل سودان جديد، يجدون قيمتهم الحقيقية ويجب أن نكون كلنا لجان مقاومة فالبلد أمام محك صعب.

التيار

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى