مقالات وآراء

محمد وداعة يكتب حول : سد النهضة.. غموض

الكاتب محمد وداعة

محمد وداعة – الجريدة / تصريحات مثيرة أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قال فيها إن سد النهضة قد لا يرى النور قريباً، وذلك بعد اتضاح عدم توفر القدرة الفنية والمالية للتنفيذ وإن الشركة المنفذة لأعمال السد (مجموعة ميتيك للمشروعات »، وهي شركة تابعة لوزارة الدفاع MetEC« الإنشائية الإثيوبية) فشلت في تنفيذ الأعمال الموكلة لها في الاتفاق، الرئيس الإثيوبي قال (إن سد النهضة الإثيوبي كان قد تم منه في 5 سنوات، ولكن لم نتمكن من تخطيطه للانتهاء منه ذلك بسبب إدارة فاشلة للمشروع) ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية قول آبي أحمد إن (الشركة وإدارتها لم تكن عندها خبرة ولا معرفة للعمل في مثل هذه المشروعات الكبيرة.. لقد سلمنا سداً مائياً معقداً لشعب لم ير سداً في حياته، وإذا سرنا على المنوال الحالي فقد لا يرى المشروع النور في أي يوم)، مضيفاً أنه بعد مجيئه إلى سُدة الحكم أسس لجنة لمتابعة سير العمل في السد، وانتهت تقارير اللجنة إلى أن شركة ميتيك لم تنفذ الأعمال الكهروميكانيكية الخاصة بالسد لا بالشكل ولا الوقت المحدد.

وفي الأثناء تم اغتيال مدير مشروع سد النهضة المهندس الإثيوبي (سيمجناو بيكلي)، والذي تم العثور عليه مقتولاً بالرصاص داخل سيارته في أواخر يوليو الماضي، والذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإثيوبي ووصفه قائلاً إنه كان بطلاً يخدم وطنه وضحي بروحه لأجل الوطن.. لتعلن الشرطة لاحقاً أنه مات منتحراً، واشتعلت حرب البيانات والوثائق التي تكشف عن فساد في صرف 6 مليار دولار من أموال السد، وليزداد الغموض غموضاً.

مرة أخرى يكون السودان ضحية لسد النهضة، فبعد أن بذلت البلاد تضحيات كبيرة وقدمت تنازلات ضخمة، لدرجة تم اتهامها من مصر بموالاة إثيوبيا.. واعتمدت وزارة الكهرباء خططاً تستصحب حصولها على 2000 ميقاواط بحلول 2020، وانهار كل شيء .

الوضع في سد النهضة أصبح خطراً خاصة بعد ظهور مجموعات قبلية مناهضة لقيام السد، ومنظمات مدنية لأول مرة.

لا شك أن اعتماد مثل هذه الخطط كان خطأً استراتيجياً… ربما حان الوقت للحكومة السودانية أن تعيد ترتيب ملف سد النهضة وفقاً لرؤية جديدة تعتمد على آراء ودراسات الخبراء السودانيين، وتستجيب لمصالح البلاد العليا.

بواسطة
محمد وداعة
المصدر
الجريدة

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى