مقالات وآراء

محمد عبد القادر يكتب الى رئيس الوزراء.. فضلا اعطني هذا الدواء

اليوم التالي

السياسات المالية الاخيرة حققت انفراجا نسبيا في الوضع الاقتصادي واثمرت عن زيادة في المعروض من النقد الاجنبي بعد زيادة الوارد من حصائل الصادر واحدثت استقرارا في سعر العملة الوطنية مقابل الدولار لاول مرة لكنها بالمقابل خلقت ازمة كبيرة في (ملف الدواء) الذي ينذر موقفه بكارثة وشيكة..

 

يعاني سوق الدواء الان من ازمة في اصناف مهمة وارتفاع في الاسعار تجاوز ال 40% للعقاقير الموجودة في ارفف الصيدليات .

 

يحدث هذا ومجلس الادوية والسموم يراقب الموقف دون ان يحدد ويراقب الاسعار علي ضوء المتغيرات الجديدة او يتدخل باية مقترحات تجنب المستوردين الخسائر بعد ارتفاع الدولار من (30) جنيها الي (46،9) بين عشية وضحاها.

 

اربك تحديد السعر الجديد للدولار سوق الدواء، واحدث فوضي كبيرة في الاسعار، وادي احجام المستوردين لحدوث ازمة في ادوية مهمة بعضها منقذ للحياة واخر لعلاج الامراض المزمنة لكن الجهات ذات الصلة مازالت تتفرج ولا تحرك ساكنا.

 

اغلقت الشركات أبوابها أمام الصيدليات منذ اكثر من شهر للمرة الثالثة خلال هذا العام ، فعلت ذلك لذات الاسباب المتعلقة بسعر الصرف ، كانت المرة الاولي في يناير ثم مايو ،فسبتمبر المنصرم، هذا التوقف ادي لضمور الوارد الي سوق الادوية حتي جعلنا امام كارثة حقيقية بدات تجلياتها في الظهور الان ، ارفف الصيدليات خاوية علي عروشها بينما تتزايد اسعار الادوية المعروضة يوما بعد يوم.

 

اوشك البيع في الصيدليات الخاصه التي تمثل ما لا يقل عن ( 80٪ ) من جمله القطاع الصيدلاني علي التوقف تماما بعد احتل ارففها ومخازنها الغبار وبني عليها العنكبوت .

 

طالت الندرة أصنافا حيوية بعضها منقذ للحياة اذ تلاحظ إنعدام أدويه السيولة مثل (الهبارين) ذو الوزن الجزيئ الأقل ، مرورا بالأدوية التي تعمل علي تخفيض الكولسترول ، (الروفيستاستاتين ) و(الأسبرين) ، انعدمت حقن مثل (الهيدروكورتيزون) و(الأنتي تتناوس) و(الديازبام) وجميعها من أدوية الطوارئ ، واجهت ادوية التخدير شحا غير مسبوق، ربما اصبح اطباء الاسنان يعتمدون خلق الاضراس (بلا بنج ) وعلي ذلك قس.

 

دخلت الازمة (اللحم الحي) ، لم يكن يتوقع احد ان يطلب ادوية مهمه جدا مثل (الهيومان ألبويمين) المنقذ للحياة ولا يجده اختفي تماما حتي في أعرق صيدليات العاصمة ، هو نوع من الادوية انعدامه قاتل ولكنه للاسف غير موجود الان .

 

السوق خال تماما من الأدوية التي تستخدم في (علاج الصرع) مع تخيل ما يمكن ان يحدث جراء المضاعفات التي يتعرض لها حاملو المرض وماساتهم تتعاظم يوما بعد يوم.

 

عزيزي دولة رئيس الوزراء معتز موسي ،كاتب المقال مايزال عند موقفه الرافض لتحرير اسعار الدواء، هي سلعة لا يختارها الانسان وانما يكتبها الطبيب، غيابها يعني الموت، ما ذا لو تفتقت طموحاتكم التي نعلم عن حلول تميط الاذي عن طريق الاستيراد والتصنيع ولا تجعل حياة الناس عرضة لتقلبات الدولار.

 

السودان يحتاج الي 200 مليون دولار سنويا للدواء ، لا اعتقد انها ستكون مشكلة اذا ما خلصت النوايا واعتمدت الافكار عصفا اقتصاديا يقينا شر ما نعاني..

سعادة دولة رئيس الوزراء معتز موسي.. انعدام الدواء يعني الموت.. فضلا اعطني هذا الدواء..

 

اليوم التالي

المصدر
اليوم التالي

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى