مقالات وآراء

شمائل النور تكتب هل استعدت الخرطوم؟

اجتماعات ولقاءات مُكثّفة بين الجيش السوداني ونظيره الأمريكي، يترأسها رئيس الأركان المُشتركة كمال عبد المعروف الذي يزور أمريكا هذه الأيام مُلبياً دعوة من واشنطن للجيش السوداني للمُشاركة في مؤتمر مُكافحة التّطرُّف العنيف، الدعوة مُوجّهة لرئيس الأركان المشتركة، عَطفاً على الدعوة للمُشاركة في مؤتمر اتحاد الجيش الأمريكي.

لم يصل للإعلام حتى الآن ما دار في اجتماعات الطرفين باستثناء الأخبار شديدة الرسمية على شَاكلة التّنسيق في القضايا ذات الاهتمام المُشترك وبحث علاقات البلدين، صَحيحٌ أنّ التّحضير للمرحلة الثانية من الحوار السوداني الأمريكي ضمن أجندة هذه الزيارة، لكن ما تَمّ نقاشه حول شُرُوط المرحلة الثانية لم تخرج عنه معلومات حتى الآن، والمرحلة الثانية من الحوار أهميتها في أنّها مُخَصّصَة لإزالة اسم السودان من لائحة الإرهاب.

بالمُقابل، تستعجل الحكومة وحزب المؤتمر الوطني لبدء المرحلة الثانية من الحوار الأمريكي ولأنّها الأهم فإن شروطها تختلف عن المرحلة الأولى وهي رفع العقوبات الاقتصادية والتي بدت بشروطٍ عادية وكأنها جزرة، بل لا يزال عددٌ من الإسلاميين يبحثون في الإجابة على سؤال “ما الثمن الذي دفعته الخرطوم لرفع العُقُوبات”.؟

معلومات تُؤكِّد أنّ واشنطن أرجأت قضايا حُقُوق الإنسان والحُريات للمرحلة الثانية والتي ربما تبدأ غضون أيام، واشنطن سوف تنتظر الرّد على الخارطة الأمريكية للحُريات الدينية والتي أوصلها نائب وزير الخارجية الأمريكي مطلع العام، ولا تزال هذه الخارطة لدى مجمع الفقه الإسلامي – المرجعية الدينية الرسمية – والخارطة الأمريكية تطلب إلغاء عددٍ من المواد في القانون الجنائي (الردة، إساءة العقيدة والزي الفاضح).

هذا عطفاً على التوقيع على اتفاقية سيداو، وهذه أيضاً لا تزال قيد الدراسة لدى مُؤسّسات المرجعية الرسمية.

توارت داخل المُؤسّسات الرسمية هذه الخارطة الأمريكية عقب زيارة الرئيس إلى روسيا باعتبار أن موقفاً جديداً طَرَأ على علاقات السودان الدولية.

لكن لطالما أنّ التّوجُّه كلياً نحو المرحلة الثانية من الحوار الأمريكي يجد شبه إجماع رسمي، فهذا يعني أنّ الخرطوم فرغت من الشروط الأمريكية تهيئة للحوار حول إزالة السودان من لائحة الإرهاب.

إذا ما رضخت الخرطوم بشَكلٍ كَاملٍ للشروط الأمريكية والتي تمثلها خارطة الحُريات الدينية والمُتّصلة بثلاث مواد من القانون الجنائي فإنّ ما ينتظرها عسيرٌ، ليس مع الأمريكان بل مع تيارات مُتشدِّدة داخل السُّلطة.

التيار

المصدر
التيار

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى