مقالات وآراء

محمد لطيف يكتب عبقرية ضخ النقود ..لجذب المزيد ! – تحليل 

اتابع بتقدير كبير الجهود المبذولة من الحكومة ممثلة فى وزير المالية ومحافظ بنك السودان المركزى .. بل أستطيع القول الان أننى اتذكر بسعادة كبيرة ايضا شهادة قدمتها فى حق رئيس الوزراء وزير المالية السيد معتز موسي والدكتور محمد خير الزبير محافظ البنك المركزى وتأكيد ثقتي فى إنهما قادران علي العبور بالبلاد من ازمتها الراهنة .. ولعل ابرز مؤشرات الساحة الاقتصادية الان .. او عنوانها العريض ان البنك المركزى قد اوفى بوعده ووفر النقد المطلوب للمصارف لتوفي هى بدورها باحتياجات عملائها .. ولعل مؤشران هامان يجب الوقوف عندهما والتأمل فيهما .. والنظر إليهما كقيمة جديدة فى الأداء العام .. الاول هو اصرار الحكومة علي أنفاذ وعد قطعته مهما كانت الصعوبات التى تواجهها .. وهذه كانت خطوة مهمة فى ملحمة استعادة ثقة المواطن فى الأداء الحكومى .. المؤشر الثاني هو قرار بنك السودان بالعمل يوم العطلة الرسمية الدينية .. الجمعة .. لمد المصارف بالنقود .. وكانت هى الاخرى خطوة مهمة فى ملحمة استعادة ثقة العملاء فى الجهاز المصرفى .. مع كل ما تحمله وتعكسه هذه المبادرة .. العمل يوم العطلة .. من روح جديدة فى اداء الخدمة المدنية وسلوك سدنتها ..!

ان المشهد الاقتصادى كان ولا يزال .. يعكس خللا بائنا فى العرض الكلي وفى حجم النقود .. مما يتطلب بذل جهود خرافية لاستعادة وضع العربة خلف الحصان .. ولكن الأمل يبقي قويا .. والتفاؤل يظل سيد الموقف طالما كان الربان ماهرا .. يقول الدكتور محمد خير الوزير محافظ البنك المركزى الخبير الاقتصادى الذى تشي خطواته بثقة كبيرة .. ان التفاؤل مطلوب لكن ليس من الحكمة رفع سقف الأمل .. فالصعوبات جمة .. والمطلوب ضخم وكبير .. احدهم حين رأى الصرافات بالامس قد عادت للعمل بكفاءة عالية .. سأل المحافظ .. هل خرجنا من عنق الزجاجة ..؟ اجابه الزبير ضاحكا .. لا نحن نحاول فهذا العنق طويل .. كانت اجابة ذكية .. تؤكد اننا امام رجل يدرك حجم الأزمة .. وأول خطوات معالجة اى أزمة فى اتجاهها الصحيح .. هو ان تحيط بأبعادها .. لذا انا متفائل ..!

ويبدو ان معالجة أزمة السيولة لم تكن فقط عبر ضخ مزيد من النقود عبر طباعتها فحسب .. كلا .. فتوفر النقود فى النوافذ المصرفية .. سيحقق أمرا هاما وهو اعادة ثقة العملاء فى هذه المصارف .. وإعادة الثقة تعني بالضرورة اعادة التعامل الطبيعي بين المصارف وعملائها .. وهذه تعني اعادة النقود التى كانت خرجت من المصارف ذات يوم ولَم تعاد ..!

والحكومة تتحرك الان فى كل الاتجاهات .. وتماما كما ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرءان .. فثمة منشورات غير منشورات بنك السودان يمكن ان تعيد للمصارف كثيرا من الكاش .. علي سبيل المثال .. فالمتوقع ان يصدر معالى السيد رئيس القضاء منشورا يحصر التعامل فى إجراءات التعامل فى أسواق السيارات والعقارات فى الشيكات المصرفية او التحويلات البنكية .. وفى هذه الحالة فلن تجد الأموال المكدسة فى ( ضهريات ) السيارات او ( المخزنة ) فى البيوت سبيلا غير العودة الى خزائن المصارف .. للوفاء باحتياجات المعاملات بضوابطها الجديدة ..!

وغير بعيد عن هذا .. فصكوك بريق التى طرحت مؤخرا سيفضل التعامل فيها عبر الحسابات المصرفية .. مع قبول الكاش .. فالنتيجة واحدة .. ان تعود النقود الهاربة الى الجهاز المصرفي ..

أما اذا كانت الشحنة الاولى وحدها من المطبوع قد حققت كل هذا الانفراج .. فالأخبار تحمل البشريات .. بشحنة جديدة فى الرابع والعشرين من هذا الشهر .. ثم ثالثة فى الاول من نوفمبر ..وواحدة اخيرة فى منتصفه .. وحينها يكون الاقتصاد السوداني علي مشارف بدء طباعة الفئات الجديدة والكبيرة من فئة ١٠٠ و ٢٠٠ و ٥٠٠ جنيه والتى صادقت رئاسة الجمهورية علي تصميماتها بالفعل .. اما الخبر الجديد فهو ان هذه الفئات ستطبع داخل السودان .. تفاءلوا بالخير تجدوه ..!

الاحداث نيوز

المصدر
الاحداث نيوز

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى