
منذ أن كان معتز موسى رئيساً لقطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني العام الماضي، وقبل أن يصبح بين عشية وضحاها رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للمالية، عمل بجد وإجتهاد في سبيل تثبيت دعائم حزبه، والبدء مبكراً للعودة من جديد بشكل شرعي ودستوري أيَاً كان شكل الدستور ونوعه.
ولعلنا نذكر تماماً تصريح رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني وقتها، معتز موسى الذي أكد على جاهزية القطاع لخطة الألف يوم لخوض إنتخابات 2020م منوهاً إلى أن التحدي القادم هو (تحد إعلامي بالدرجة الأولى).
وصدق الرجل فيما قال، فالتحدي هو تحد إعلامي بالدرجة الأولى، ولن يكون غير ذلك مهما إجتهد المجتهدون، فالقنوات غير الملتزمة بخطة الألف يوم، واجهت ما واجهت من إيقاف برامج ومذيعين، والصحف كذلك، تمت محاصرة المتمرد منها بالمصادرات المتكررة بقصد (تجنيحها) وشلَ حركتها، ولعل الإعلان المبكر عن تعديل الدستور قبل أكثر من عام، هي جزء أصيل من خطة العمل العامة لـ2020، وهاهي تبرز للعلن بشكل واضح وسافر الأمر الذي إضطر بعض قوى المعارضة لمعارضة هذا الأمر علناً، وجاهرت أحزاب نداء السودان بذلك من خلال حملة كفاكم) التي يتم تدشينها مساء اليوم بدار حزب المؤتمر السوداني، والرافضة تماماً لفكرة تعديل الدستور وإعادة ترشيح الرئيس البشير مرة أخرى.
هذه الحملة في تقديري ستواجه بقمع من قبل السلطات، ولن تتوصل لأهدافها وفقاً للمعطيات المذكورة، شخصياً أرى أن المعارضة لم تأخذ تصريح القيادي الإسلامي مأخذ الجد، ولم تتعامل معه بالجدية المطلوبة، لذا كان من الطبيعي أن تضيع منها أكثر من 365 يوماً مرت من عمر (خطة الألف يوم) ولم يتق لها سوى القليل بحساب الزمن، ولا بد أن تضع في اعتبارها جانب مهم للغاية في الجانب الإعلامي، وهو عزوف عدد لا يستهان به من المواطنين عن شراء الصحف خاصة (الملون منها)، والفاقد للمصداقية، ليبق العزاء في الصحف المحترمة التي لا تهادن ولا تنافق بحثاً عن إعلان حكومي أو عطية في الاصل هي مستحقة، وهذه واحدة أو اثنتين فقط ومحاصرة ومهددة، ليبقى العزاء في السوشيال ميديا لتكون رهان المواطن والمعارضة على السواء لاحداث التغيير، فمعظم الحكومات الديكتاتورية أسقطتها (السوشيال ميديا)، مدعومة بخطط مدروسة، فإن كان المؤتمر الوطني قد بدأ فعلياً رحلة الألف يوم لتعديل الدستور بغرض خوض انتخابات 2020، فعلى الشعب أن يستعين بأبنائه المتعلمين وأحزاب المعارضة بكوادرها الفاعلة في جعل الألف يوم حملة مضادة ومناهضة لحملة المؤتمر الوطني تبدأ من اليوم وبشكل منظم حتى تجني ثمارها قبل اكمال الاربعمائة يوم وليس الألف يوم.
الحملة المضادة يجب أن تعكس وبالدلائل حجم الفساد الذي استشرى وحول البنى التحتية الموجودة الى أطلال.
والتدهور الذي أوصل الاقتصاد الوطني الى حافة الانهيار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ولا يجب أن تغفل عن الازمات المتلاحقة التي يعيشها الوطن من حروب استنزفت موارد الدولة، وغلاء معيشة أفقر السواد الأعظم من الشعب وجعل منه الهارب والمتسول والمستهبل واللص الصغير وكل ذلك ليبقى اللص الكبير.
لابد أن تتضمن حملة الألف يوم، وعبر تطبيقات الفيس بوك، والواتس أب، وتويتر، كافة تجاوزات وانتهاكات النظام باليوم والساعة والثانية، ومن الضروري أن تبرز إسم كل متجاوز ثبت تجاوزه ولا زال تحت حماية النظام، وتخضعه لمحاكمة تاريخية لتعرية كافة المتجاوزين.
المواطن مطالب بإيجاد وسائل تجعل المواطن خارج سيطرة الحكومة، ولابد أن نتذكر أن من بين الشعب الملايين من الشباب الذي ينتظر هذه اللحظة، وحتماً الغلبة ستكون للوطن وللمواطن متى ما تم إستثمار هذه الفرصة استثماراً إيجابياً وبشكل علمي مخطط ومدروس بعناية.
الجريدة