
أخي الكريم:
* تُحدثنا دائما بصيغة المنتصر الشامت..الشامت علينا نحن اخوانك الذين جمعتنا فصول الدراسة وفرقتنا دروب الحياة.. الآن جاء الوقت لاحدثك بشيء راودتني نفسي مرارا بمصارحتك به ولكن منعني الحياء ..!!
* اقر بأن تحليلك للشأن السوداني يتميز بالقوة والوضوح.. في كل مرة تعترف بأن جماعتكم لصوص وفسدة، وتشير بلا مبالاة ل(أوديوهات) تخرج للعلن مرة اثر مرة باصوات قياديين في حزبكم تحمل اعترافات مثل اعترافك هذا وآخرها رسالة الدكتور (الجيعابي الصوتية) التي تتحدث عن (مائتي مليار دولار) هي دخل البترول، ثم تعقيب البروف (مالك حسين) عليها والذي يضيف إلى وصمة الفساد وصمة اخرى هي الفشل الذريع .. تعترف بكل هذا ثم لا تلبث ان تطلق ضحكة مجلجلة تتبعها بقولك ان الشعب السوداني لن يفعل لكم شيئا لانه شعب خانع .. وعاجز بالاساس، وتبشر نفسك وجماعتك – بمن فيهم من تعترف بانهم لصوص كبار جدا- بطول سلامة!!
* حسنا.. ربما كان الشعب خانعا فعلا، ذليلا وعاجزا، حين يرى اللصوص كل ليلة يتسورون بيته، بينما يكتفي هو بالاختباء خلف الغرف الموصدة، وينشغل بمراقبة اللصوص من ثقوب الابواب والطنطنة .. اوكى قد لا يفعل هذا الشعب شيئا غير الطنطنة.. الطنطنة وصب اللعنات من داخل الغرف المغلقة (الفيسبوك والواتساب) على المنهمكين في سرقته الآن .. حسنا..!!
* حينما تبشر السارق بطول سلامة، طالما ان المسروق غير قادر على الامساك به ، فانك تغفل شيئا.. وهو – بالضبط – تلك اللعنات التي تنطلق من تلك الغرف المنعزلة..ولكنها – يا سيدي – تنطلق من كل مكان.. من القطاطي والرواكيب.. تنطلق بالليل وبالنهار وفي كل وقت.. تنطلق من تحت ومن فوق ومن بين بين، حتى انها تستحيل الى طنين ضخم.. طنين يصل الى اذآن اللصوم فيصمها..
* ما هو مؤكد ان السارق، وهو يقوم بسرقاته المعتادة تلك، يدرك تماما بانه لص مفضوح.. بسبب ذلك الطنين بالضبط.. يدرك ان كل الناس يعرفون انه لص.. ويدرك كذلك أن هذا الشعب، مهما كان جبانا، يظل جبنه معجون بالاحتقار الشديد لكم.. ويا له من احتقار قاسي شديد الوطأة يا أخي الكريم.. لذلك انا اندهش.. كيف يبشر نفسه بطول سلامة من يحيا عمره كله مكللا بالعار؟!!
* لن تشعروا ابدا – يا سيدي – بطعم الانتصار علينا.. نحن الشعب الذي تقوم جماعتكم بسرقته.. بل ستعيشون حياة بائسة تافهة.. ستخرجون الى الشوارع، لن يلقي احد القبض عليكم – اوكي – ولكنكم ستسمعون الى الابد ذلك الطنين.. لصوص لصوص لصوص، لا توجد قوة في الارض بمقدورها وقف ذلك الطنين.. واذا نظر قومك الى وجوههم في المرآة سيجدون محفورا على جباههم كلمة وحيدة: حرامي!!
* يمكنك اذن ان تبشر جماعتك ومن شئت من اللصوص بطول سلامة، ولكن تأكد انها ستكون سلامة مهينة مغموسة في الذل.. ربما لن يكترث اللصوص.. ربما يمضون في طريقهم ينهبون ويسرقون كما هي عادتهم منذ ثلاثين عاما.. ولكنها اللعنة الابدية، لن تتوقف ابدا عن مطاردتهم.. ليلا ونهارا..الشتائم والبذاءات والاحتقار لن يكون بمقدور أحد منهم اغماض عينيه عنها، والاحساس بوطأتها داخل عظامه ولحمه ورئتيه.. سيرون هذا الاحتقار في كل مكان.. في وجوه النساء والرجال والاطفال..بامكانك ان تبشرهم الآن بطول سلامة.. سلامة المنبوذين الاذلاء التافهين.. الحرامية .. هنيئا لكم بهذه السلامة!!
د.محمود ميسرة السرَّاج
الجريدة