مقالات وآراء

زهير السراج يكتب : خفافيش التعليم العالي !!

  • من أهم مهام المرحلة القادمة العمل الجاد لوضع المادة (62 ) من الوثيقة الدستورية التى كفلت استقلال الجامعات والبحث العلمى موضع التنفيذ، وتحريرهما بشكل كامل من السيطرة الحكومية التى هبطت بالتعليم العالى الى أدنى مستوى وتلاعبت بقوانينه ومناهجه وقيمه وقواعده وكل شئ فيه لصالح تحقيق اهداف النظام البائد وسيطرته على كامل المنظومة التعليمية في مجال التعليم العالى من اعلى الهرم الى ادناه، مع السيطرة الكاملة للأجهزة الأمنية والكتائب الجهادية على كل شئ، من المدير الى الغفير.
  • لمن لا يعرف فلقد كان غلق وفتح الجامعة وتحديد موعد الإمتحانات ومنح الدرجات العلمية في يد الأجهزة الأمنية والكتائب الجهادية في الجامعات، كما كان نجاح وفشل الكثيرين يتحدد بتأييدهم للنظام ومشاركتهم في القوافل الجهادية أو معارضتهم للنظام البائد، حتى ولو لم يجلسوا للإمتحانات، أو كانوا من المتفوقين المميزين.
  • لم تكن الامتحانات أو القواعد الأكاديمية هى التى تحدد النجاح أو الحصول على الدرجة الجامعية وفوق الجامعية في أحايين كثيرة، وإنما التأييد للنظام. وكان الحصول على وظيفة سواء في هيئة التدريس او غيرها يخضع لنفس الشرط. كلنا نعرف ونرى كيف تكاثر حاملو الدرجات فوق الجامعية تكاثر البعوض بعد الخريف بسبب غياب القواعد الاكاديمية، وعندما غابت القواعد غابت الاخلاق وساد سوق بيع الشهادات، وانتشر التزييف على مرأى ومسمع من الجميع، وصرنا نرى كثيرين سودانيين وغير سودانيين (خاصة من دول الخليج) يحصلون على شهادات جامعية وفوق الجامعية بدون ان يعرفوا موقع الجامعة التى اشتروا منها الشهادة، أو شكل الأستاذ الذى أشرف على البحث، حتى صرنا مضرب المثل في الانحطاط الأكاديمى، والمقصد لكل أفاك يسعى لتحسين صورته القبيحة بشهادة جامعية او فوق جامعية يشتريها من بلادنا جاهزة وموثقة ومثبتة في كل السجلات الرسمية، ولا يستطيع كائن من كان أن يطعن في صحتها بينما هى (مزورة)، لا فرق بينها وبين الشهادة التى زورها مجرم محترف في مجال التزوير سوى وجودها في السجلات الرسمية مما يجعلها اخطر كثيرا من الشهادة المزورة التى يمكن اثبات تزويرها بالرجوع الى السجلات، ومن المؤسف أن الذين يقفون وراء هذه الجريمة النكراء عدد لا يستهان به من أساتذة وموظفي الجامعات جريا وراء المال، ويحدث ذلك تحت مرأى ومسمع من السلطات ومشاركتها ومباركتها. لقد حان الوقت لوضع حد لهذه الجريمة البشعة التى اضاعت تقاليدنا الجامعية الراسخة، وطعنت كرامتنا الاكاديمية في القلب !!
  • مشاكل وتعقيدات ومفاسد كبيرة في مجال التعليم العالى أغرقنا فيها النظام البائد .. خذ مثلا نظام القبول لمؤسسات التعليم العالى، هل يعقل أن يلتحق الطالب بالكلية التى يتقدم إليها اعتمادا على نسبة النجاح فقط بدون وجود معايير اخرى خاصة للقبول بهذه الكلية حسب طبيعتها، كما يحدث في كل دول العالم المتقدم ؟!
  • ومثال آخر، ما يسمى بمطلوبات الجامعة التى تفرض على الطالب دراسة مواد ليس لها علاقة البتة بنوع دراسته أو المؤهل الذى سيحصل عليه عند التخرج، وتبديد سنة دراسية كاملة خصما على المواد الاساسية. هذه المطلوبات مكانها مؤسسات التعليم العام أو بعض الكليات ولكن ليس كل الكليات. كما أنها تسببت في إفراغ مؤسسات التعليم العام من خيرة المدرسين الذين فضلوا الخروج منها والالتحاق بالجامعات لتحسين ظروفهم المعيشية مما أسهم في تدهور التعليم العام. حدث نفس الشيء في المؤسسات البحثية التى خرج منها الباحثون لسد العجز في وظائف التعليم العالى، فمات البحث العلمى وهو الركيزة الأساسية للنمو والتطور.
  • التعليم العالى والبحث العلمى في حاجة الى ثورة شاملة تقضى على الكارثة الكبيرة التى اطلق عليها النظام البائد (ثورة التعليم)، فدمرت التعليم والقيم والاخلاق. أول عناصر هذه الثورة هو تحرير التعليم العالى من الخفافيش والفاسدين .. والهيمنة الحكومية !!

** لنأخذ نماذج
لا بد من مراجعة كل الدرجات الاكاديمية والعلمية فوق الجامعية التى منحت لكثيرين خلال العهد البائد، وكشف الاسماء التى حصلت عليها بدون المعايير المطلوبة، والجامعات والمتورطين فى منحها.
الجريدة

اقرا ايضا

‫3 تعليقات

  1. الكلام المرسل، بداية أود أن أقول بأن انتقاد التعليم العالي وماتم فيه خلال 30عام،امر لا غبار عليه من حيث المبدا، فأنا عملت بالتعليم العالي، ثم هاجرت قبل عشرة سنوات للعمل في التعليم العالي بالخليج وفي عدد من الدول، ولم نترك الجامعات السودانية الا بسبب المضايقات، كما أننا ادركنا بأن مستقبلنا لن يكون في ظل نظام الادارات التابعة للمؤتمر الوطني، ولذا قررنا الهجرة، أما من حيث التعيين في الجامعات، وشروطه، فالنسب الأكبر حتى قبل الانفصال والهجر كانت مقبولة نوعا ما لقوة الرأي الأكاديمي لهيئة التدريس في بعض الجامعات، مثل الخرطوم والنيلين والسودان والجزيرة، لكن تعيين الاداريين الذين حصلوا على شهادات فوف جامعية في مسار العمل الأكاديمي، كان من أسوأ القرارات التي اخذتها إدارة جامعة النيلين حيث أتت بغير المؤهلين للمسار الأكاديمي وأغلبهم موالين لنظام السابق، أما القول بأن الجميع غير مؤهلين وانا الشهادات جميعها مزورة وان كل من عمل في التعليم العالي عمل بواسطة، فهذا قول غير مهني ولا يصدر من محترف الصحافة، فإذا صح ذلك فالكتاب نفسه موالي لانه عمل في ظل الإنقاذ، ونال قصسطا من كل شي في عهدها، وكل الاطباء والمهندسين، والصحفيين، الذين هم يصدرون المشهد اليوم غير مؤهلين لان من درسعم على مدى ثلاثين عام غير مؤهلين، هذا المقال، فيه شي من الصحة وفيه اشياء كثيره انا عاصرتها، وفيه اتهامات وإطلاق كلام على عواهنه لا قيمة له، ان الشرفاء من الأساتذة عملوا في ظروف شبه منعدمة وتعرصوا للاغتقال والانتهاكات والتجسس والتهديد وكتابات التقارير والاذلال من جماعات المؤتمر الوطني وتم اختقارهم من قبل لقوات الماليه للكيزان، فاين كنت انت من كل هذا، كنتم تحملون المؤتمر الوطني وتتغزلون فيه، ويشهد بذلك الأرشيف، ان المواقف ثابتة وموثقة وكل شي موجود، ما كتب فيه ظلم على من ناضلوا اكثر منك وعلى من شرفو السودان في أعرق الجامعات العالمية ولا يزالون، ولا ننكر وجه الصحة في مواطن مختلفة من المقال

  2. لا والله يا دكتور
    علي عثمان نفسه قال في خطاب جماهيري في القضارف : كنا نعين في الخدمة المدنية حسب الولاء لتثبيت أركان الحكم..
    وتقدمت في ٢٠٠٣ لوظيفة محاضر في جامعة كانت تحتاج لتسعة محاضرين كما أخبرني أحد الإداريين فيها وكل السودانيين الذين تقدموا للوظيفة افتفدوا شرط التقدير (جيد جدا ) في البكالوريوس والخبرة في التخصص. قال ذلك الإداري رحمه الله :كنا نحتاج إليك منذ ثلاث سنوات، ثم سألني أسئلة مباشرة صنفني بعدها وذهب لنافذ كبير في التنظيم صغير في الدرجة
    وحدثه عني وعن التصنيف وقرر إبعادي قبل قبل أن يراني وعينوا زميل لا يحمل الجنسية السودانية وتعاقدوا مع سودانيين تقديره أقل مما تشترطه الجامعة.
    سمعت أن ذلك النافذ لا يزال في درجة الماجستير لكنه ترقى إلى أستاذ مشارك.

  3. الكلام صحيح كثيرين دخلوا التعليم العالي بدون استيفاء. الشروط وهم معروفين لدي زملائهم ، المطلوب هو رصدهم وطردهم من تلك. المواقع ،وهناك اكفاء تم استبعادهم يرجي تكريمهم ورد الاعتبار لهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى