
طه مدثر يكتب رسالة إلى السيد معتز موسى
(1)
ولاية القضارف تتسع بينما تضيق أحوال أهلها الحقيقون ويتسع عدم الاهتمام واللامبالاة من قبل المسؤولين بقضايا معاش الناس إلا إذا فكرت الحكومة الاتحادية في زيارة الولاية وعندها يتحرك المسؤولين
لتبيض وجوههم الكالحة أمام المركز، ويحكى أن السيد رئيس الجمهورية البشير زار القضارف ذات مرة فشهدت الولاية ومواسيرها تحديداً حدثاً خارقاً للعادة!! حيث جرت المياه في مواسيرها كما لم تجر من قبل
واستمر الجريان حتى مغادرة البشير لحدود الولاية وعند ذلك عادت المواسير (للشخير) والانقطاع.
(2)
ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء القومي جلسته القادمة يوم الثلاثاء التاسع من أكتوبر بولاية القضارف ومن المقرر أن يحضر السيد معتز موسى وزير مجلس الوزراء القومي وفي صحبته (كنفوي) من الوزراء والمسؤولين والإعلاميين وأيضاً يحضر السيد الوزير وفي معيته مبلغ نصف مليار جنيه (بالقديم) لحلحلة جزء من بعض مشاكل السيولة التي تهدد نجاح حصاد الموسم الزراعي.
(3)
وبرغم قلة المبلغ الذي يحمله السيد رئيس الوزراء ولكن الكحة أفضل من صمة الخشم والقليل خير من العدم وهذا المبلغ سيحل جزءاً من مشلكة السيولة حتى يتم الفراغ من طبع (البنكوت) في دولة المانيا الشقيقة والمسافة بين السودان والمانيا ما بعيدة.
(4)
وبالطبع زيارة رئيس مجلس الوزراء وصحبه الكرام تحتاج الى تجهيزات خاصة مثل تناول وجبة الإفطار والحاجة الباردة أو بعض المكيفات الحلال والقضارف مشهود لها بالكرم ويكفيها فخراً القدح المشهور قدح ود زايد ولكن ككل شيء في حياتنا أصاب التغير السالب والغير حميد كل مناحي حياتنا فأصبح الكرم شحيحاً والظروف الضاغطة جعلت كثير من الكرماء يحجمون عنه.
(5)
وكيف يأتي الكرم والولاية لا تزال تعيش أزمات تطاولت آجالها ولا نرى لها حلاً؟ بدءاً من أزمة غاز الطهي فأغلب وكلاء الغاز لا يجدون الغاز والمواطن يشتري الأسطوانة من (السوق الموازي) ولا نقول الأسود (فلا يوجد شيء أسود في حياتنا إلا عجز المسؤولين على التمام) بملبغ ثلاثمائة جنيه وأزيد وأيضاً صفوف الرغيف أصبحت شيء عادي جداً والفرن الذي لا يوجد فيه صف للرغيف هو حديث خرافة ساكت بل أغلب الأفران تركت العمل بالغاز وعادت لاستخدام الحطب!! أما جازولين الحصاد فحدث ولا حرج بل إن الصفوف تكفيك عن ألف مقال وأسعار السلع الضرورية كل يوم هي في شأن وكل يوم هي في إرتفاع ثم لا حلول ولا معالجات بل سيستمع السيد معتز الى وصف تفصيلي ملل لما يسمى إنجازات الوالي المهندس ميرغني صالح وإنا لنراها حبال بلا بقر.
(7)
لذلك نرجو من السيد معتز موسى رئيس الوزراء أن (يجيب معاهو) كم دفار دقيق وكم دفار غاز فالدقيق والغاز الموجود في الولاية غير كافٍ لأهل الولاية وأنت تعلم أن (الدقيق كان ما كفى ناس البيت حرام على الضيفان) كما نرجو من سيادته الخروج من قاعة الاجتماع ولو ولبضع دقائق ويذهب ويرى الواقع المعيش بعينه ومن رأى ليس كمن سمع ثم أسأل الناس هل هناك أزمات أم لا؟ أم أن هولاء الكُتاب خونة وعملاء ومأجورين ومغرضين وكاذبون ويتحرون الكذب؟.