
لم يكن مفاجئاً تأكيد الدكتور نافع علي نافع ممثل الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية عضو الأمانة العامة للحركة (أن قرار ترشيح المشير عمر البشير لانتخابات 2020م هو قرار مؤسسات المؤتمر الوطني ممثلاً في مجلس شوراه القومي، ويجب تأييد القرار ومناصرته لأنه قرار الحزب مبيناً أنه يقفل الباب أمام أي رأي شخصي أو قرار يمكن أن يكون مخالفاً لقرارات مؤسسات الحزب ومكتبه القيادي موضحاً أن في دعم القرار وتأييده تتجلى وحدة الصف الداخلي للمؤتمر الوطني).
نافع أضاف لدى مخاطبته بحاضرة ولاية النيل الأبيض ربك المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية بالولاية بحضور الدكتور أبو القاسم بركة والي الولاية وعدد من قيادات الحركة بالمركز والنيل الأبيض وهياكل وأعضاء الحركة ببحر أبيض (أن السودان الذي أرجع الحكم لله سبحانه وتعالى في كل مجالات الحياة يتعرض لمكر كبير يستهدف شق صفه الوطني والإسلامي واستهداف قيم المجتمع وأخلاقه داعياً قيادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني لكشف هذه المخططات التأمرية الخبيثة لعضويتهم مؤكداً وجود عمل منظم يستهدف ذلك موضحاً أنه مكر مكشوف ومهزوم بإذن الله تعالى)
وقال نافع (إن الغرب أدرك أخيراً أن محاربة الحركات الإسلامية الوسطية واستئصالها سيولد الإرهاب لذلك يسعون لهبوط ناعم بإدخال القوى اليسارية والعلمانية للحياة السياسية في السودان بكل قوة مشيراً لوجود تكتل كبير من بعض القوى السياسية لإزاحة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني من المشهد السياسي في انتخابات 2020 مشدداً على ضرورة الانتباه لهذا المخطط وعدم الاستخفاف به ومواجهته بوحدة صف الحركة وذراعها السياسي المؤتمر الوطني وتمتين وتقوية البناء التنطيمي وتبني رؤية واضحة للواقع السياسي وبناء أولويات أكثر وضوحاً ورسوخاً والإحاطة بالعضوية وعدم الخروج على مؤسسات الحركة والحزب مبيناً (أن دعاوي الفساد والغلاء والمحسوبية ليست أسباباً كافية للخروج من صف المؤتمر الوطني)، ويجب إكمال المشروع الإسلامي في السودان وتوريثه للأجيال القادمة مؤكداً أن الحركة الإسلامية هي قلب الحكومة والمؤتمر الوطني الذي يجب ألا ينام وأنه ليس لأحد فضل على الحركة وإنما هي من لها أفضال على الجميع ومن يخرج عن صفها أو صف المؤتمر الوطني لن يضر أحداً بل سيضر نفسه) .
و بدا هذا القول غريباً خاصة أن معلومات وتسريبات أفادت أن د. نافع كان وراء كواليس ما خرج به المجلس قبل بضعة أشهر من توصيات وأبرزها تأجيل توصية تطالب بترشيح شورى الوطني للرئيس البشير في2020، و نتيجة لذلك أطاحت التعديلات الوزارية والحكومية ببعض من يسمون بأولاد نافع، أو هكذا بدا الأمر في بعض تحليلات المراقبين، إنها محنة.. فالتاريخ لا يعيد نفسه.. على نحو ما يأمل نافع،
يأتي ذلك على خلفية إعلان الرئيس البشير لقناة الجزيرة بعدم اعتزامه الترشح و ذلك لاستنفاذ فرصه حسب لوائح مجلس الشورى، وتعذر ترشحه بانتهاء المدد الدستورية، وعليه فإن نافع يذهب هذه المرة أبعد من مجرد الإقرار بصحة الترشيح إلى مساندته، والتخويف من مخالفته، و من تآمر كبير يستهدف إزاحة الوطني من الحكم، في إشارة إلى بعض التحالفات التي تسعى لمنازلة الوطني انتخابياً وسلمياً، ماذا لو حدثت معجزة نجحت هذه التحالفات وفازت في الانتخابات؟ هل سيسلم الوطني مقاليد الحكم؟ أم سيحدث انقلاب جديد على السلطة المنتخبة؟ وهل سيتم تأجيل الانتخابات حسب تسريبات من عواصم غربية؟ أم يسبق ذلك ترتيبات جديدة تتم من خلالها إبرام مصالحات مع القوى المعارضة والاتفاق على فترة انتقالية؟
في كل الأحوال فإن د. نافع استجاب لنصائح مقربين منه ويعود تدريجياً لملء مقعده الشاغر، وهو ربما اختار الانحناء للعاصفة بدلاً عن مواجهتها، هذا سيدفع شيخ علي إلى الاقتراب أكثر من ترتيبات البيت الداخلي، تيارات الوطني المتشاكسة في حيرة من أمر معتز موسى الذي يتمدد دون كوابح وربما لصبح في القريب مهدداً للجميع، وممنوع الاقتراب أو التصوير!