مقالات وآراء

أسماء جمعة تكتب ماذا يحدث في شوارع الخرطوم؟

قبل يومين كتبت عن المجموعة التي ترتدي زياً رسمياً وتقوم بحلق رؤوس الشباب في شوارع الخرطوم بطريقة مهينة، وقد أثار الحدث السخط بين المواطنين والتزمت حكومة الولاية الصمت مع أن الموضوع أخذ فترة طويلة، قلت إن السلوك لا يشبه الجيش الذي نعرفه، ولا هي مسؤولية الشرطة التي نعرفها خاصة وأن الأمر ليس جريمة ولا مخالفة، وحتى وإن كانت كذلك فالأمر لا يعالج في الشارع بقانون الغابة، أصابع الاتهام إشارت إلى قوات الدعم السريع صراحة بعدما بدأ الأمر يتحول إلى قضية رأي عام بالأمس خرج الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع لينفي الأمر جملة وتفصيلاً لتقع اللائمة على الشرطة، المتحدث قال إن قوات الدعم السريع لا تقوم بضبط النظام العام بولاية الخرطوم، وأوضح أن مهام القوات محددة وطبعاً معروفة للجميع، المصيبة الأكبر قال إنهم ضبطوا خلايا إجرامية تنتحل صفة قوات الدعم السريع وتقوم بأعمال مخالفة للقانون وهذا الحدث قد وقع وليس مؤامرة.

لا شك إن نفي الدعم السريع للأمر يفتح الباب للحديث عما هو أسوأ، فإن تنتحل مجموعة صفة قوات نظامية وتمارس سلوكاً مهيناً ضد المواطنين وتحت ضوء الشمس وعلى رؤوس الأشهاد!!، فهذه مصيبة ما بعدها مصيبة، وهؤلاء ليسو خلايا إجرامية وإنما خلايا لها دوافع أخرى فهم لم ينهبوا أحداً بل ركزوا على مظهر الشباب، ولو كانوا مجرمين لتصدى لهم المواطنون بكل جسارة، السؤال المهم أين الشرطة وحكومة الولاية بجميع مؤسساتها؟ وأين البرلمان؟، بل أين الوالي نفسه؟، ألم يسمع بهذا الحدث؟، أم إنه مثل المواطنين إعتقد إنهم دعم سريع ؟ .

أهم ما في الأمر هو أن يتعظ المواطنون ويفهموا إنه ليس من حق أية جهة حتى وان كانت قانونية أن تتعامل معهم بهذه الطريقة المهينة، وحين تحدث مثل هذه الأشياء عليهم أن يقاموا ويناصروا بعضهم البعض وأن يصروا على أن يذهبوا إلى مراكز الشرطة، لأن هذا سيجعل مثل هؤلاء يتراجعون خوفاً من مواجهة الشرطة إن كانوا هم مجرمين.

عموماً قوات الدعم السريع برأت نفسها ، ويبقى السؤال ما هو موقف حكومة الولاية والشرطة؟

بواسطة
اسماء جمعة
المصدر
التيار

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى