مقالات وآراء

ناهد قرناص تكتب وليدي حسابا

الكاتب ناهد قرناص

استمعت بالأمس عبر أثير الراديو.. الى الأغنية التراثية (بنيتي حسابا).. والتي انتشرت قبل أعوام وصارت مرجعاً لكيفية تعامل الفتاة حديثة الزواج مع زوجها.. أو كما يقول أهل المعرفة (الكتالوج).. فيها تتغنى امرأة واعظة ابنتها المقبلة على الزواج بأبيات جميلة تبداها بقولها (كلامي كان ابيتي.. تكوسي ما تلقا.. بنيتي حسابا).. الجدير بالذكر انه كانت قد انتشرت أيضاً قبل فترة قصيدة مشابهة للرد على هذه التوصيات.. .تتضمن بعض (التحاريش) وقد كانت قصيدة ظاهرها السخرية.. وباطنها (الطنطنة) والتساؤل.. لماذا دائماً توصى الفتاة ولا يوصى الشاب حديث العهد بالزواج؟؟..

في هذه المقالة نحاول مجاراة القصيدة (الأصل) بوصايا للشباب.. تحت الاسم ذاته مع تغيير الجندر المخاطب (وليدي حسابا).. مع المحافظة على ذات الشعار: (كلامي كان ابيتوا.. تكوسوا ما تلقا.. وليدي حسابا)… (مرتك كان أتصل عليك.. بالله ما تطنشا.. وليدي حسابا).. اذا اتصلت عليك المدام رجاء أجب النداء.. ولو كنت مشغولاً.. أرسل رسالة بأنك ستتصل عليها حال الفراغ من انشغالك.. عدم الرد.. يؤدي الى التفكير.. والتفكير يؤدي الى القلق.. والقلق يؤدي الى نتائج كارثية.. لذلك كما يقول المثل حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة.. أرفع السماعة وبس خلاص.. يا وليدي حسابا.

(مرتك بكترة المشاغل.. بالله ما تتعبا.. وليدي حسابا).. ذلك انه يوجد نوع من أنواع تمساح الدميرة الما بكتلو سلاح.. عنده قناعة ذاتية في أن هذه المرأة تعمل بالطاقة الشمسية ولا تتعب ولا تكل ولا تمل.. ما أن يدخل البيت هاك يا مراسيل.. جيبي لي موية.. سوي لي جبنة.. كويتي القميص البني ليه.. أنا كنت عايز ألبس الأخدر.. وهكذا.. نقول لهذا النوع.. انه سيأتي يوم تنفجر فيه هذه المرأة وربما انتهى بك الأمر الى قسم الحوادث.. خاصة إن صادفت الطلبات آوان تقطيع السلطة.. لذلك خدها من قصيرها وكما يقول المثل (ما حك جلدك مثل ظفرك) خفف من الطلبات واقض حاجتك بنفسك.. وليدي حسابا.

(مرة.. مرة في البيت معاها أقعدا.. وليدي حسابا) يعني ما لازم كل يوم تمشي تتونس مع أصحابك ولا تلعب كوتشينة.. مرة كدا أقعد أحضر معاها المسلسل.. أسمع قصص الجارات.. طول بالك لشكية الإرهاق والتعب.. استمع لي حكاوي العيال وقفشاتهم ستجد أن للبيت جو إلفة غريب سيطر عليه بمجرد مكوثك فيه.. كدي حاول مرة كدا في الأسبوع وحتدعي لي إن شاء الله.. وليدي حسابا.

(مرتك كان زعلانة.. لازم تمشي تسألا.. وليدي حسابا).. فهي في حوجة الى شعور الاهتمام بأن هناك من يتابع التغييرات التي تطرأ عليها.. صدقني لن يستغرق ذلك منك عدة دقائق.. اسمعها كلاماً جميلاً.. وطيب خاطرها.. وأفهمها انه ليس هناك في العالم ما يستحق أن تحزن من أجله.. وأن الدنيا كلها تبتسم حين تبتسم.. تلقائياً ستجد أن الأمور كلها اتسهلت.. والغداء اتعملت فيهو سلطة أسود كنت تطالب بها منذ أمد بعيد.. وليدي حسابا.

(مرة.. مرة.. أمشوا شارع النيل.. أو غديها في مطعما.. وليدي حسابا).. أخرجها من جو المنزل.. فاجأها باتصال هاتفي قائلاً: (ما تعملي غداء الليلة.. نمشي نتغدى برة).. سوقها أمشوا شارع النيل أشربوا شاي بعد المغرب.. أكسروا الروتين وهذه القوالب التي ما أنزل الله بها من سلطان.. هذه (الطلعات) ستقتل الرتابة وتعيد الحيوية المفقودة.. وتعيشوا في تبات ونبات.. ومعاكم صبيان وبنات.. وفي الختام نقول كما تقول المرأة الحكيمة.. (كلامي كان أبيتوا.. تكوسوا ما تلقا.. وليدي حسابا).

الجريدة

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى