مقالات وآراء

عادل الباز يكتب “30” تريليون جنيه.. تحت التحقيق..!! (1)

الكاتب عادل الباز

 

1

نشرت صحيفة (الأحداث نيوز) الإلكترونية في مساء متأخر أمس خبراً مثيراً وصاعقاً حين كشفت أن وحدة مكافحة الفساد تحقق في 30 تريليون (30 ألف مليار جنيه) ضمن الحملة التي افترعتها الدولة لمكافحة الفساد. عندما شاهدت الرقم لأول مرة فركت عيني أكثر من مرة، وتشككت في الرقم ولكن بعد التحقيق والتقصي من أكثر من جهة والنظر للبيانات التي قدمت للنيابة والتسويات التي جرت وإضافة إلى تلك القضايا التي لا تزال قيد التحري، تأكد لي أن الرقم صحيح، بل هو أقل مما تحت أيدي وحدة مكافحة الفساد.

2

من يصدق أن تبلغ المبالغ المشبوهة هذا الرقم، وهذا الرقم يقارب ميزانية الدولة كلها قبل أعوام قليلة، كيف يمكن أن تُنهب ميزانية دولة وتكون تلك الدولة غافلة حتى تصفر خزائنها وتسقط في الإفلاس..!!.

3

الـ 30 تريليون جنيه هي أموال تندرج تحت عدة لافتات، منها أموال سرقت أو قل نهبت بالدرب العديل سواء أكان ذلك من بنوك أم شركات أم مؤسسات حكومية وخاصة وغيرها. هنالك أموال أخرى تحت التحقيق تتعلق بغسيل الأموال، وهي تريليونات دخلت البلاد بمؤامرة بين البنوك والغسالين!!.. أضف إلى ذلك أموال أخذت أو قل نهبت من البنوك بواسطة مرابحات صورية بعضها صدر خارج البلاد أو تم بأموالها شراء عملات حرة جرى تهريبها إلى الخارج أو جرى شراء كميات من الذهب خرج بمطار الخرطوم رسمياً..!!.

4

الأسئلة التي سنطاردها من الآن وصاعداً هي كيف جرى ما جرى وكيف نهبت البنوك؟ وأين كانت مجالس الإدارات وإدارات الاستثمار؟ وفي أي غرفة إنعاش كان البنك المركزي طريحاً وهو الذي صدعنا بالمنشورات والقرارات التي لا تتوقف؟.. كيف تم السماح لشخص واحد أن يأخذ تريليون من خزينة بنك واحد.. الغريب والمدهش أن مدير ذلك البنك لا يزال على مقعده يوزع في الابتسامات..!!.

5

كيف سمحت الضرائب بتلك التجاوزات الضريبية ومن المسؤول؟.. أين كانت أجهزة الرقابة كلها في الدولة.. هل كانت في سُبات عميق أم أنها كانت ترى و(تعمل نائمة)؟.. السؤال المحير هو كيف يمكن أن يتعافى اقتصاد وبنوكه تعمل كمغاسل للأموال والمرابحات الصورية وحدوده مفتوحة للتهريب، وكل أجهزته الرقابية تنام في العسل والبلد تنهب؟.. يمكنني الآن أن أفهم سر الحرب على وحدة مكافحة الفساد.. كل الفاسدين كانوا ينامون في هدوء.. الآن أقلق منامهم واسودت لياليهم. نواصل

بواسطة
عادل الباز
المصدر
الاحداث نيوز

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى