
صفاء الفحل تكتب : تطبيق التجربة الحوثية
علي طريقة (شر البلية مايضحك) تضج منصات إعلام آل كوز هذه الأيام بالحمد والتسبيح للزيارات التي قام بها رئيس اللجنة الأمنية الى كينيا وأثيوبيا حتى ان البعض قد إعتبرها (صلح الحديبية) الجديد إن لم يكن قد أوصلها آخرون لدرجة (فتح مكة) في العصر الجاهلي الكيزاني الثاني ورسموها كأنها تحمل من الحيل والدهاء والمناورة ما يفوق حيلة (حصان طروادة) وجعلوا من رؤساء كينيا وأثيوبيا كالقادة الألمان وهم يوقعون في إنكسار على وثيقة إنهاء الحرب العالمية الثانية ولم يتبقْ لهم إلا المطالبة بتدريسها في معاهد وجامعات الدبلوماسية الحديثة ..
ويعتقد آل كوز بأنهم بهذه الضجة والإحتفالية يستطيعون ذر الغبار على العيون حتى لا تري الحقيقة الواضحة كضوء الشمس وإعطاء الزيارة معاني أخرى غير تلك التي يعلمها الجميع فلو أن الزيارة كانت في غير هذا التوقيت لكانت تلك التبريرات مقبولة الا انها جاءت بعد اللقاء الذي جمع البرهان بهؤلاء الرؤساء على هامش مؤتمر القمة السعودي الافريقي (بساعات) مما يعني أن البرهان هرول خلفهم على طريقة (شفقة عزيزة) بعد أن رفضا مناقشة (الخلاف) بينهم خلال تلك اللقاءات التي تعتبر تشريفية وليس رسمية ولم يصدق بانهم قدما له دعوة الزيارة وهو برتوكول دبلوماسي و(مجاملة) لم يكن الرئيسان يعتقدان بأنه سيلبيها خلال ساعات.
وعلي طريقة بوقهم (الإنحرافي) الذي يذيع بياناتهم ويحلل كفرهم البواح ليستفز مشاعر البسطاء كان الإستقبال (فاتراً ) بلا بساط أحمر أو سلام جمهور و أتحدي ذلك (الإنحرافي) الذي أزبد وأرغى خلال لايفاته وهو يحاول إقناعنا بأن سعادة البرهان قد وضع أصبع يده اليمني في عين وليام روتو اليسري واصبعه الأيسر في عين ابي احمد اليمني وقال لهم (بنهره) انتو عايزين من السودان شنو ..!
وكنت اتمنى أن يتحفونا بمقاطع لذلك الإستقبال والإحتفاء التأريخي الذي يتحدثون عنه بتلك الزيارة النادرة والتي تعادل زيارة ملكة بريطانية للبلاد عندما كان لدينا قادة حقيقيين لا يتهافتون علي السفر بل يجبرون الأعداء على الحضور إليهم للإعتذار وأتحداه أن ينشر مقاطع لذلك الإستقبال إن كان يملك وهو إستقبال طبيعي يقابل به رؤساء كل الدول المحترمين مع السلام الجمهوري الذي يعزف حتى للفرق الرياضية ناهيك عن الرؤساء كما جرت العادة وأن يقول لنا من كان في إستقباله بالمطار بدلاً عن (الخم) الذي يحاولون تخديرنا به..
وعموما ان نتائج تلك الزيارات أصبحت واضحة وجليه بعد البيان الذي صدر من خارجية حكومة الانقلاب الكيزانية والذي طالبت فيه حكومة بورتسودان من الأمم المتحدة إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان (يونيتامس) وأعقب ذلك مباشرة ذلك البيان الهزيل لبعض أفراد الحركات الموقعة على وثيقة (استسلام) جوبا وهم يعلنون وقوفهم الى جانب كتيبة البراء لدعم الجيش وهم في الواقع قد (اختشوا) من القول بأنهم يدعون الجيش ليعمل على ضرب الجنحويد بدلاً عنهم بعد أن إتضح بأن معسكراتهم المزعومة خاوية على عروشها وأنهم لايملكون قوات على أرض الواقع ليتضح بأن البرهان بهذه الخطوات قد قرر التصعيد الأعمى بعد أن نفدت لديه كافة الحيل ولن نستغرب لو أن وفد الجيش قرر الإنسحاب من مباحثات جده حيث يبدو أن الطريق قد ضاع على البرهان ومن خلفه البلابسة وقرروا تطبيق سياسة حكومة الحوثي اليمنية بالسودان .. ونحن في الانتظار فالأيام القادمة حبلى بالكثير …
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي لارجعة عنه ..
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة