
صفاء الفحل تكتب : وا أسفاي .. ولاة زمن الهوان
لن اتحدث عن والي نهر النيل لأن الجميع يعرفه فهو ليس كوز بل من (حثالة) أو أسوأ أصناف الكيزان، فالعنتريات التي يتحدث بها في خطاباته لاتمثل حقيقته فهو معروف ك أرزقي يبيع الولاء والإنكسار وهو (يتمسح) بالكوزنه لإرضاء أولياء نعمته سلوكاً وليس فكراً ، بعد بيعه لشيخه (الترابي) بصورة غير كريمة خلال المفاصلة الشهيرة بين القصر والمنشية وبكل أسف هو شخص بلا مباديء أو مثل أو أخلاق لذلك فإننا نتوقع منه أن يفعل كل ما يمليه عليه أولياء نعمته حتى ولو كان بعيداً عن الكرم والشهامة السودانية الأصيلة وبعيداً عن تعاليم ديننا الحنيف فقد قلنا ونكرر أنه كوز أرزقي لا علاقة له بالدين..
ولكننا نستغرب أن يصدر هذا الأمر من والي ولاية القضارف الذي نعرفه ويعرفنا جيداً وقد أجرينا معه حواراً في بداية توليه المنصب، وقد اقسم لنا بأنه يقف في الحياد من كل المكونات السياسية وسيعمل من خلال منصبه مثلما اقسم ك (ضابط اداري) علي خدمة الوطن والمواطن السوداني الغلبان لا غير ، ولم نتصور أنه يمكن أن ياتي يوماً يصدر منه مثل هذا العمل الشنيع وحقيقة إن سحر المنصب والجاه والسلطة تغير الرجال، ومازلنا ننتظر منه أن يسارع ويعتذر عما بدر منه، وإلا يدخل في زمرة (زبالة التاريخ) وأن يظل يتذكر ماقاله لنا من خلال ذلك الحوار وهو الزاهد بأن كل وسخ هذه الدنيا زائل ولن يتبق إلا العمل الطيب والذكرى العطرة..
لقد كانت قلوبنا تجيش فخراً ونحن نستمع لقصص ومواقف الشهامة والمروءة والكرم والرجولة التي يتمتع بها السودانيين حول العالم ونردد مع الراحل المقيم (اسمعين) حسن
لو ماكنت سوداني
واهل الحارة ما اهلي
لو ما جيت من ذي ديل
واسفاي وا مأساتي وا ذلي
ولم نكن نتصور أننا سنعيش لزمن هؤلاء الولاة الهوانات الذين يطردون من لجأ إليهم طالباً الحماية والأمان ..
من المؤسف أن يكون هؤلاء هم ولاة هذا الشعب العظيم الذي قاد واحده من أعظم الثورات السلمية وضحى بخيرة أبناءه للإنعتاق من أكبر دكتاتوريات العصر الحديث وثلاثون عاما من حكم العصابة الكيزانية ولكن عزاءنا أن التغيير صار قاب قوسين أو أدني وأن هذا الشعب العملاق قادر أن يتجاوز هذه المحنة كما تجاوز قبلها العديد من المحن وسيمضي في طريقه نحو دولة الحرية والسلام والعدالة رغم تخاذل المرجفين ..
عصب حزين
الألم يعتصرنا ونحن نشاهد صور لزملاء اعلاميين وفنانين ومبدعين وقد غيرت هذه الحرب الكثير من ملامحهم ورغم اختلافنا مع بعضهم فكريا الا اننا نعلن تضامننا معهم ونطالب طرفي النزاع عدم المساس بهم فهم ثروة قومية ونرسل التحايا للزميل عاصم البلال والمبدع طه سليمان ونصيح من اجل كل المشردين من ابناء شعبنا الحبيب.. لل للحرب
الثورة مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة